مثقفون وكتّاب: العائلة المقدسة كمصدر مستمر للإلهام ومصر غنية ببركتها

تحدث الكاتب عبدالله مهدي، رئيس لجنة الحضارة باتحاد الكتاب عن مسار رحلة العائلة المقدسة، وعلاقتها بمصر القديمة، وذلك خلال الندوة التي عقدت بنفس العنوان بالاتحاد.
رحلة العائلة المقدسة مصدر حي للإلهام ومصر تباركت بها
وقال “مهدي”: إن مصر أول بلد عرفت التوحيد، التي تقوم على عبادة إلة واحد “ٱتون”، والذي يعني القوة الكامنة وراء قرص الشمس، وقد منع “إخناتون” تعددية الٱلهة التى كانت سائدة في مصر، قبل أن يخرج على العالم القديم بدعوته الجديدة، واختار مكانا غير العاصمة طيبة / الأقصر حاليا، لكى يقيم فيها ويدعو منه لإلهه ( ٱتون ) وهذا المكان هو تل العمارنة مركز دير مواس بمحافظة المنيا.وأضاف “مهدي” ناجى إخناتون ربه الجديد بنشيد رائع سجل على جدران مقبرة أحد معاونيه “ٱي” كبير كهنة ٱتون والذى أصبح ملكا على مصر فيما بعد، ولقد رأى الباحثين في علم الأديان المقارنة أن هناك تطابقا يكاد يكون كاملا بين ما ورد في هذا النشيد، وما ورد في ( المزمور 104) من مزامير النبى داود.
وحول مصر القديمة وكيف احتضنت مسار العائلة القدسة، تابع “مهدي”: احتضنت مصر مسار العائلة المقدسة في الأول من شهريونيو، وتلك الاحتفالية التى تقيمها لجنة الحضارة المصرية القديمة باتحاد الكتاب، تأتى لتؤكد على أن إرثنا التاريخي والحضاري والروحي، مصدر حي للالهام ووسيلة سرد متجددة، ومسئولية ثقافية تقع على عاتق الباحثين والمبدعين للحفاظ عليها، وإعادة تقديمها برؤى جديدة تتماشى مع روح العصر.ومن جانبها تحدثت د. راندا بليغ، أستاذ الآثار المصرية القديمة بجامعة المنصورة، مؤكدة علي أن مصر تباركت برحلة العائلة المقدسة التى ورد ذكرها في الكتاب المقدس والسنكسار وغيرها من المصادر ومن أهمها التراث الشفهى.وعن محطات مسار رحلة العائلة المقدسة تابعت “بليغ”: في الدلتا بدءا من الفرما ووادى النطرون وسخا وسمنود ومسطرد ومصر القديمة والمعادى، وبخاصة ما ارتبط ما بها من آثار مصرية في تل بسطة.وهناك بعض المواقع غير المؤكدة التى حدثت بها معجزات جعلت من المرجح أن تكون العائلة المقدسة قد مرت بها مثل كنيسة العذراء بدقادوس وكنيسة الريدلنية بالدقهلية، وكنيسة العذراء بحارة زويلة، ومكان كنيسة العذراء بالزيتون، والتى ظهرت فيها العذراء بوضوح لعدد كبير من الناس وهى معجزة عالمية ليس لها مثيل في أى بلد.

وبدوره تحدث د. لؤى محمود سعيد، مدير مركز القبطيات بمكتبة الإسكندرية، مشيرا إلي أن رحلة العائلة المقدسة شأن مصرى بالأساس، وعلينا أن نحدث العالم بذلك، والإشكالية أننا نحدث أنفسنا بأنفسنا. وأكد أن التراث القبطى ملك لكل المصريين وبأن مصر بلد مبارك، قد ذكرت مصر في العهد القديم 560 مرة وفي العهد الجديد 24 مرة.و زيارة البابا فرنسيس إلى مصر كانت من الأهمية بمكان، وكان قوله جئت لأحج إلى مصر كان مؤثرًا فى مليوني مسيحي حول العالم، كما أوضح موالد القدسين فى مسار رحلة العائلة المقدسة ومشاركة المسلمين والمسيحيين بها على حد سواء، وتحمل الرحلة بعدا إيمانيا، بالإضافة للبعد التراثي والتاريخي.