علي جمعة: أيام ذو الحجة أيام مُباركة والنبي كان يُكثر فيها من العبادة والذكر

علي جمعة: أيام ذو الحجة أيام مُباركة والنبي كان يُكثر فيها من العبادة والذكر

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن هذه أيامٌ مباركة في أوائل ذي الحجة الحرام، يتوافد فيها المسلمون إلى الكعبة المشرفة لأداء ركنٍ من أركان الإسلام، وهو الحج إلى أول بيتٍ وضِع للناس ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ =٩٦- فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا﴾ [آل عمران:96-97]، في هذه الأيام يَعُدها رسول الله ﷺ أفضل أيام العام، العشر الأوائل من ذي الحجة كليلة القدر في الليالي، ليلةٌ جعلها الله ذات قدر، وهذه أيامٌ جعلها الله سبحانه وتعالى ذات قدر، في هذه الأيام كان سيدنا رسول الله ﷺ يحب أن يصوم على سبيل النافلة، حتى يُرفع عمله إلى الله سبحانه وتعالى جل جلاله وهو صائم، فكان يصوم الأيام التسع الأُوَل، والتي تُختم بيوم عرفات، يقف الحجيج في عرفات يدعون الله سبحانه وتعالى، ومن صام يوم عرفة غُفر له ما تقدّم من ذنبه. وتابع “جمعة” عبر صفحته الرسمية قائلا: هذه الأيام الفضيلة كان رسول الله ﷺ يُكثر فيها العبادة، ويُكثر فيها الذكر، ويُكثر فيها الدعاء، ويُكثر فيها الخير ﴿وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج:77]، وتتوج هذه الأيام التسع بعيد الأضحى، والذي يقول فيه رسول الله ﷺ: «أمرني ربي أن أجعل يوم الأضحى عيدًا لأمتي» وعيد الأضحى هو العيد الكبير؛ لأن أيامه أربعة أيام، يوم الأضحى وثلاثة أيام التشريق التي تليه ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى﴾ [البقرة:203].  وأضاف: “هذه الأيام المعدودات هي تلك الأيام الثلاثة ثاني يوم العيد، ثالث يوم العيد، رابع يوم العيد نهى فيها رسول الله ﷺ عن الصيام؛ ولذلك فالصيام لا ينعقد فيها، لا قضاءً، ولا نافلة، فلا بد عليك أن تُفطر هذه الأيام، ويقول فيها رسول الله: «هذه أيام أكلٍ وشرب» أمرنا أن نُطعم البائس الفقير، وأن نُدخل السرور على المحتاجين، وأن يتم التكافل الاجتماعي على أحسن ما يكون في هذه الأيام المباركة، وسنّ لنا رسول الله ﷺ الأضحية، والأضحية شاة، والبقرة عن سبعة، والأضحية وقتها بعد صلاة العيد ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ =١- فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ =٢- إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾ [الكوثر:1-3]، ولا يجوز ذبح الأضحية قبل العيد، ولما جاءه أحد الصحابة فقال: يا رسول الله ذبحت شاةً بليل، فقال: «هذه شاة لحم». وواصل “جمعة” قائلا: إذن فالأضحية يقع بها السنة عندما تُذبح بعد انتهاء صلاة العيد، ولا يجوز أن تكون قبله، وتمتد إلى الغروب من اليوم الرابع، فليس فرضًا عليك ولا سنة أن تذبح في يوم العيد، يُمكن أن تذبح في اليوم الثاني، أو الثالث، أو الرابع حتى الغروب، فإذا غرب اليوم الرابع شمس يوم الرابع فات وقت الأضحية، فالأضحية من بعد الصلاة وإلى قبل غروب اليوم الرابع من أيام العيد، والأضحية هي سنة، لكنك إذا نذرتها لله رب العالمين صارت واجبةً عليك، لا تكون الأضحية واجبة إلا إذا نذرتها، وقلت: نذرت لله أن أضحي هذا العام، أو أن أضحي بهذا الحيوان، وأشرت إلى حيوانٍ بعينه هذا العام، فيجب عليك أن تفعل ذلك لأن النذر واجب، والسنة في الأضحية وهي سنة أن تجعلها على ثلاثة أجزاء: جزءٌ لنفسك ولأهل بيتك، وجزءٌ آخر لأقربائك وأصدقائك، وجزءٌ ثالث للفقراء، أما التي هي واجبةٌ ومنذورة فكلها للفقراء؛ لأن النذر لله رب العالمين وحده، فهناك فرق بين الأضحية التي هي سنة، والأضحية التي هي نذر، ولا يجوز أن تعطي الجزار من لحمها، أو جلدها، أو شيءٍ منها على سبيل الأجرة، لكن لو كان فقيرًا أو صديقًا يجوز لك أن تعطيه على سبيل الهدية، أو الصدقة، وتعطيه أجره إن كان يأخذ أجرا.