أمين اتحاد النقابات العالمي: الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز رفاهية العمال.

أكد بامبيس كريستاس، الأمين العام لاتحاد النقابات العالمي، أن التقدم العلمي والتكنولوجي ليس عدوًا للطبقة العاملة، بل يحمل إمكانات كبيرة يمكن أن تسهم في تعزيز الإنتاجية وتحسين بيئة العمل، معربا في الوقت ذاته عن قلقه من الطريقة التي يُوظّف بها الذكاء الاصطناعي حاليًا، مشيرًا إلى أن استخدامه غالبًا ما يتم لخدمة مصالح الشركات، عبر تقليص الاعتماد على العمال، وهو ما يؤدي إلى تعميق الفجوة وتهميش الطبقات الكادحة.
وأوضح كريستاس في تصريح لـ”الدستور”، أن التحولات التي تشهدها أنماط الإنتاج، إذا لم ترافقها آليات عادلة لتوزيع العائدات، فإنها تفضي إلى مزيد من التفاوت الاجتماعي، حيث تحتكر قلةٌ النفوذ التكنولوجي وتزداد ثروتها، في مقابل غالبية تعاني من الفقر وانعدام الأمان الوظيفي. وأكد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة إيجابية إذا تم توجيه مكاسبه نحو تحسين أوضاع العاملين، وتمكينهم من الاستفادة من نتائج الإنتاج الذي يشاركون فيه.وأشار الأمين العام، إلى أنه لا يعارض التقدم التكنولوجي، بل ينظر إليه كفرصة لرفع مستويات الرفاهية للعمال حول العالم، مشددًا على أن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية استخدام هذه التكنولوجيا، ففي الوقت الذي تزداد فيه ثروات فئة محدودة، ما زال ملايين العمال حول العالم يواجهون الفقر، وبعضهم يعاني الجوع في مناطق متعددة.واختتم كريستاس تصريحاته بالتأكيد على الحاجة الملحة لإعادة النظر في النظام الاقتصادي السائد، والعمل على تحديثه بما يضمن توجيه التكنولوجيا الحديثة لخدمة المصلحة العامة.
ودعا إلى أن تكون الثورة التكنولوجية في خدمة العدالة الاجتماعية، بحيث تعود فوائدها على العمال وغالبية الشعوب، بدلًا من أن تبقى حكرًا على قلة تتحكم بالمصير الجماعي.