استكشاف عالم اللانهاية” .. كتاب جديد من سلسلة “اقرأ العلمي

عن سلسلة “اقرأ العلمي”، والتي تصدرها دار المعارف، صدر أول أمس، الكتاب السادس تحت عنوان “رحلة في عالم اللانهائية”.. بين الرياضيات والفلسفة، من تأليف الباحثة، رضوي عادل شديد.
بين الرياضيات والفلسفة كاشفة عن سحر اللانهايات الخالص
وقال الكاتب أحمد سمير سعد، مدير تحرير سلسلة اقرأ العلمي عن الكتاب: “تصحبنا رضوى عادل شديد في هذا الكتاب في رحلة شيقة في عالم اللانهاية.. ومن الوهلة الأولى نكتشف أننا دخلنا عالما غرائبيا مثيرا محفزا للعقل وداعيا للتأمل”.
وأضاف: “تتنقل في براعة وسلاسة بين الرياضيات والفلسفة كاشفة عن سحر اللانهايات الخالص وأهميتها البالغة وعلى الرغم من صعوبة الموضوع إلا أنها تقتحمه في يسر وتقدمه واضحا وناصعا زاهيا كأنها تروي حكاية شيقة ألمت بكل جوانبها فتدفقت العبارات منها براقة عذبة جلية بسيطة”.وفي تقديمها للكتاب، تذهب رضوى عادل شديد، إلى: “عندما كنت طفلة أتعلم الحساب، مثل كل أطفال المدارس، كنا ندرس فى كل سنة دراسية فئات جديدة من الأعداد، نبدأ فى السنة الأولى.. ماذا لو جمعت 755 على 482، ماهو هذا الرقم الكبير الذى يتخطى 999، وما هو اسمه. أكبر رقم أعرفه فى كل سنة دراسية كان سقفى حينها، لكننى كنت أدرك تماما أن هناك رقما أكبر منه”.وتابعت: “كنت أظن وأنا فى الصف الأول أو الثانى أننا سنستمر كل سنة فى معرفة فئة أعداد أكبر حتى نصل إلى أكبر عدد ممكن، وكنت أسميه أكبر عدد فى الكون. لكننى سرعان ما أدركت بعدها أن بالإمكان دائما إضافة واحد لأكبر عدد فى الكون هذا لنحصل على الأكبر منه، وهذا الأكبر منه أيضا بالإمكان أن نضيف إليه واحدا أخرا، وهكذا لن ننتهى. قد يبدو الأمر مُحبِطا وكأنه سؤال لن أحصل أبدا على إجابته، بل يبدو أنه بلا إجابة أصلا. فى الواقع هذا السؤال لم يشغل بالى وحدى، بل إنى على يقين أن الكثير منا جال بخاطره هذا السؤال بشكل أو بأخر. إلى أى قدر يمكن للأعداد أن تتزايد هكذا؟! ألا يوجد حد لهذه الزيادة أم ستظل على هذا المنوال بلانهاية؟”.وتلفت “شديد” في مقدمة كتابها الصادر ضمن سلسلة اقرأ العلمي، إلى: “إن اللانهاية واحدة من أهم وأشهر المعضلات التى شغلت عقول الفلاسفة والرياضيين على مر العصور. ليس فقط لأنها تُحير العقل فى تصورها، بل لإن بعضهم لم يعتقد بوجودها على الحقيقة وأنها فقط من خيالات العقل”. واستكملت: “فى أجزاء لاحقة سنتعرض لسجالات، تبدو عنيفة أحيانا، بين أشهر الفلاسفة والرياضيين منذ عصر أفلاطون وأرسطو وما قبلهما، حتى جورج كانتور الذى يُعتبر مؤسس المذهب الرياضي الحديث لدراسة مفهوم اللانهاية. كيف كانوا يعتقدون عن اللانهاية، ماذا كانت أراؤهم وأفكارهم، وكيف كانوا يسوقون الأدلة والبراهين بكل قوة للدفاع عن رأيهم، وكيف كانوا فى أحيان أخرى يقفون عاجزين أمام المفارقات المنطقية التى قد تقود إليها أفكارهم عن اللانهاية. لكن الآن دعونا نستمتع ببعض الألعاب الخيالية، وأحب أن أسميها ألعابا لأنها تحمل بعضا من المتعة والدهشة. لنغمر أنفسنا قليلا فى عالم اللانهاية”.تجدر الإشارة إلى أن سلسلة “اقرأ العلمي”، تستهدف إصدر كتاب شهري، تنفتح على المساحات البينية التي تقع بين العلوم وبين التخصصات الأخرى، لذا فهي مشغولة كذلك بفلسفة العلم وتاريخه والخيال العلمي ومجتمعات العلماء وغيرها.