والت ويتمان في عالم المسرح والسينما: كيف تم تجسيد شعره بصريًا؟

في مثل هذا اليوم، 31 مايو من عام 1819، وُلد الشاعر الأمريكي والت ويتمان، أحد أبرز الأصوات الشعرية التي غيّرت وجه الأدب الحديث، فلم يكن شاعرًا تقليديًا، بل صاحب رؤية إنسانية عميقة، كتب عن الحرية، الحب، الحرب، الحياة، والمجتمع الأمريكي بطبقاته كافة.ومع مرور الزمن، لم يقتصر تأثيره على صفحات الشعر فحسب، بل تجاوزها إلى خشبات المسرح وشاشات السينما وأروقة الفنون البصرية؛ وهو ما نستعرضه خلال السطور التالية..شعر والت ويتمان.. يتكلم بلغة الصورةيتميّز شعر ويتمان، خاصة في ديوانه الشهير “أوراق العشب”، بكثافة تصويرية وروح درامية جعلته مادة خصبة للترجمة البصرية، أما قصائده، التي تحتفي بالجسد والروح، وجدت طريقها إلى الفنون المختلفة، خاصة المسرح والسينما، حيث تتحول الكلمات إلى مشاهد مجسدة.والت ويتمان في السينماتُعد السينما من أبرز الوسائط التي استعانت بشعر ويتمان، ليس فقط عبر الاقتباس المباشر، بل من خلال استلهام روحه الشعرية، وإحدى أبرز القصائد التي ظهرت في أعمال سينمائية هي “أيها القائد! يا قائدي!”، التي كتبها ويتمان في رثاء الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن بعد الحرب الأهلية، كما استُخدمت هذه القصيدة في مشاهد مؤثرة بعدد من الأفلام، لتجسيد الحزن القومي أو تمجيد القيادة.كما ظهرت قصيدة “أسمع أمريكا تغني” في بعض الأفلام الوثائقية، حيث استخدمت كصوت سردي، ومن خلال هذه الأعمال، تتحول القصيدة إلى مرآة تعكس لحظات وطنية وإنسانية شديدة الخصوصية.والت ويتمان على المسرحالمسرح هو الآخر وجد في والت ويتمان مادة درامية حية، واستُخدمت قصائده في بعض المسرحيات التي تتناول فترات من حياته أو أفكاره، وأُنتجت أعمال أوبرالية تُستقى نصوصها من ديوانه “أوراق العشب”، أو تدور حول ثيماته الكبرى مثل الحرية الفردية، وحدة الإنسانية، والجسد كعنصر مقدّس.وفي بعض العروض المسرحية، تمت قراءة مختارات من قصائد ويتمان كجزء من السرد أو الحوار، لتتحول الكلمات إلى أفعال، تُقال وتُجسّد أمام الجمهور، مانحة نصوصه بُعدًا دراميًا جديدًا.والت ويتمان والفنون البصريةامتدت بصمة ويتمان إلى الرسوم والنحت، فقد استخدم الفنانون التشكيليون نصوصه كمصدر إلهام لتجسيد مفاهيمه عن الجسد والطبيعة والهوية، وبعض النحاتين استلهموا قصائد مثل “أغنية نفسي” لإنشاء أعمال تجسّد الكينونة البشرية كما رآها ويتمان: قوية، جميلة، ومتحررة.والت ويتمان والموسيقى.. عندما تُغنّى القصيدةلم يكن غريبًا أن تُلحن قصائد ويتمان وتتحول إلى أغانٍ أو مقاطع موسيقية درامية، وبعض مسرحيات برودواي أو العروض الموسيقية المعاصرة استعانت بنصوصه لتكوين لوحات سمعية-بصرية تعبر عن روح أمريكا التي حلم بها ويتمان.الرواية والدراما.. “ويتمان” كشخصية أدبيةإلى جانب الاستلهام من قصائده، ظهرت شخصية ويتمان نفسه في بعض الروايات والمسرحيات والقصص القصيرة، كرمز للشاعر الثائر أو الإنسان الباحث عن المعنى. في هذه الأعمال، ولم يكن ويتمان مجرد شخصية تاريخية، بل رمزًا ثقافيًا معاصرًا يتجدد في كل عصر.“أوراق العشب”.. النص الذي لم يتوقف عن النمو
ديوان “أوراق العشب”، الذي ظل ويتمان يراجعه وينقحه طوال حياته، هو النص المحوري الذي تغذت عليه معظم الأعمال الفنية المستوحاة منه، كما ترجم الديوان إلى عشرات اللغات، وصار مرجعًا ليس فقط للقراء، بل للفنانين والمبدعين من مختلف المجالات.