تسونامي وزلزال قوي وفيضانات.. 3 كوارث ضربت الإسكندرية

شهدت محافظة الإسكندرية أمس عاصفة غير مسبوقة مصاحبة برياح عاتية وصلت سرعتها إلى نحو 50 كيلومترًا في الساعة، وأمطار رعدية غزيرة وهطول كميات كبيرة من الأمطار في فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز 15 دقيقة، ما أثار حالة من الذعر والقلق بين السكان وأدى إلى أضرار مادية كبيرة في المدينة.وتسببت العاصفة في غرق أنفاق رئيسية مثل نفق سيدي بشر وجمال عبد الناصر، مما أدى إلى شلل تام في حركة المرور، كما شهدت بعض المناطق انهيارات جزئية في المباني، مع تسجيل حالات احتجاز لسكان تحت الأنقاض تم إنقاذهم لاحقًا.وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد للدمار، حيث تضررت العديد من المركبات وانتشرت الرمال والأتربة بفعل الرياح القوية، فيما اتخذت السلطات إجراءات عاجلة للتعامل مع تداعيات العاصفة، شملت تفعيل غرف الأزمات ورفع درجة الاستعداد في الأجهزة التنفيذية.هذه الظاهرة المناخية المفاجئة جاءت في وقت غير معتاد، مع تساقط ثلوج في بعض المناطق، مما زاد من غرابة وشدة العاصفة التي وصفها البعض بـ”إعصار الإسكندرية”.ولم يكن هذا الإعصار فقط الذي هز المدينة، فقد شهدت الإسكندرية عبر تاريخها كوارث طبيعية عدة، من بينها تسونامي وزلزال عام 1303، وزلزال 1955، والسيول التي اجتاحت المدينة عام 2015، حيث تركت هذه الأحداث بصمات واضحة في ذاكرة المدينة.وفي هذا السياق، تستعرض “الدستور” تفاصيل تلك الزلازل التي وقعت على المدينة الساحلية وما خلفتها من آثار مدمرة، لتسليط الضوء على قدرة المدينة على الصمود والتعامل مع الكوارث الطبيعية المتكررة، وسط جهود مستمرة من السلطات المصرية لتعزيز الاستعدادات والحد من الأضرار الناجمة عن هذه الظواهر المناخية المتطرفة.
تسونامي وزلزال 1303.. الكارثة العظمى
في فجر 8 أغسطس 1303، ضرب زلزال قوي بلغت قوته حوالي 8 درجات على مقياس ريختر مركزه جزيرة كريت، وتسبب في حدوث تسونامي مدمر اجتاح الساحل المصري، خاصة الإسكندرية.
واستمرت الهزات الأرضية حوالي 20 دقيقة، وتوالت توابع الزلزال لأكثر من أربعين يومًا، مما دفع السكان إلى الهروب من منازلهم خوفًا من تكرار الهزات.

وصف المؤرخون هذا الزلزال بـ”الزلزلة العظمى” لما خلفه من دمار هائل.وفي الإسكندرية، اجتاح البحر نصف المدينة، وغمرت الأمواج أجزاء واسعة منها، مما أدى إلى غرق العديد من السكان، خاصة النساء والأطفال، وتدمير المنازل والأسوار، وسقوط أجزاء كبيرة من منارة الإسكندرية الشهيرة، إحدى عجائب الدنيا السبع.كما تضررت البنية التحتية بشكل كبير، حيث تحطمت صهاريج المياه التي كانت تغذي المدينة بالمياه العذبة، مما أدى إلى توقف حركة التجارة وتلف بضائع كثيرة.ولم تقتصر الكارثة على الإسكندرية فقط، بل امتدت أضرارها إلى القاهرة ومدن أخرى في مصر، إضافة إلى مناطق في الشام وقبرص.

زلزال 1955.. هزة مدوية في القرن العشرين
في 12 سبتمبر 1955، تعرضت الإسكندرية لزلزال بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر، خلف 18 قتيلًا و89 مصابًا، إضافة إلى انهيار 40 منزلًا بشكل كامل و420 آخر بشكل جزئي.وتسبب الزلزال في حالة من الهلع بين السكان وأثر على البنية التحتية للمدينة، لكنه لم يرقَ إلى حجم الدمار الذي خلفه زلزال 1303.
سيول 2015.. تحديات مناخية حديثة
في عام 2015، شهدت الإسكندرية سيولًا غزيرة أدت إلى أضرار مادية كبيرة، حيث اجتاحت المياه الشوارع وأثرت على حركة المرور والبنية التحتية للمدينة، مما تسبب في تعطيل الحياة اليومية وأضرار اقتصادية ملحوظة.وجاءت هذه السيول في سياق تغيرات مناخية أثرت على مناطق عدة في مصر، وأظهرت الحاجة إلى تطوير أنظمة الصرف والتخطيط العمراني لمواجهة مثل هذه الظواهر.