محلل سياسي فلسطيني: استراتيجية “ويتكوف” مناورة تكتيكية لا تضمن حل النزاع.

محلل سياسي فلسطيني: استراتيجية “ويتكوف” مناورة تكتيكية لا تضمن حل النزاع.

قال المحلل السياسي الفلسطيني جهاد ملكة، إن خطة “ويتكوف” المطروحة حاليًا على طاولة المفاوضات تمثل محاولة جديدة لكسر الجمود السياسي في ملفي الأسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، بعد تعثر العديد من المبادرات السابقة.

قراءة أولية تكشف الطابع التكتيكي للمقترح

وأوضح ملكة، في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، أن قراءة متأنية لبنود الخطة تُظهر أنها أقرب إلى مناورة تكتيكية منها إلى إطار استراتيجي متكامل، يمكن البناء عليه لوقف الحرب وإنقاذ المدنيين الذين يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة.

لا التزام صريح بوقف الحرب

وأشار إلى أن جوهر الخطة يتجنب تقديم أي التزام واضح بإنهاء العدوان الإسرائيلي، وهو ما يمثل المطلب الفلسطيني الجوهري، لافتًا إلى أن المقترح يُبقي الباب مواربًا أمام استئناف العمليات العسكرية عقب هدنة مؤقتة.

الإفراج الجزئي عن الأسرى بلا ضمانات

ورأى ملكة أن طرح الإفراج عن عدد محدود من الأسرى الفلسطينيين دون ضمانات دولية واضحة أو ربطه بمسار سياسي مستدام، يعكس حرص الحكومة الإسرائيلية على الحفاظ على تماسك الائتلاف اليميني المتطرف بقيادة نتنياهو، وامتصاص غضب الشارع الإسرائيلي، بدلًا من تقديم رؤية واقعية لإنهاء الحرب.

مؤشرات شكلية دون مضمون حقيقي

ورغم الانتقادات، يرى المحلل الفلسطيني أن بعض ملامح الخطة تعكس مؤشرات شكلية قد توحي بجديّة مبدئية، لكنها لا تزال تُواجه تحديات بنيوية جوهرية، خصوصًا ما يتعلق ببنود وقف دائم لإطلاق النار وضمانات ما بعد الهدنة، وهي مسائل لا تزال تمثل عقدة تفاوضية معقدة.

ضغط دولي متصاعد

وأكّد ملكة أن الضغط الأميركي والأوروبي المتزايد قد يُساهم في تسريع وتيرة التفاوض، مرجّحًا أن تمثل خطة ويتكوف “مدخلًا أوليًا” نحو صفقة أوسع، شرط تحقيق تنازلات متبادلة، خاصة من الجانب الإسرائيلي.

حماس تُبدي مرونة تحت ضغط إنساني

وتابع: “المؤشرات الأخيرة تفيد بأن الخطة بدأت تقترب من مساحة تفاهم مبدئية، حيث بدأت حركة حماس تُبدي موافقة ضمنية رغم تحفظاتها، نتيجة الوضع الإنساني الكارثي المتفاقم في القطاع، وتزايد الضغط الشعبي الفلسطيني المطالب بتهدئة عاجلة لإنقاذ الأرواح”.

قبول مشروط ببنود واضحة

 وشدد على أن الضغط الشعبي يتقاطع مع ضغط سياسي غير مباشر يدفع حركة حماس نحو إبداء قدر محسوب من المرونة، معتبرًا أن القبول بخطة ويتكوف لم يعد مستبعدًا، إذا تضمنت نصوصًا واضحة بشأن وقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، إلى جانب ضمانات دولية جادة.

تمسّك نتنياهو بالعقيدة الأمنية يهدد فرص النجاح

 واختتم المحلل السياسي الفلسطيني تصريحاته بالتنبيه إلى أن العقبة الأكبر لا تزال تتمثل في تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم إنهاء الحرب، وسعيه لاختزال الصفقة في أبعاد أمنية وإعلامية تخدم صورته السياسية، وهو ما يُبقي احتمال انهيار المبادرة قائمًا في أي لحظة.

دعوة لممارسة ضغط دولي فاعل

 ودعا ملكة المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة والقوى الإقليمية، لا سيما مصر، إلى ممارسة ضغط جاد لإعادة صياغة الخطة بما يحقق الحد الأدنى من التوازن بين الاحتياجات الإنسانية العاجلة في غزة والمطالب الأمنية لإسرائيل، بعيدًا عن منطق “المقايضة المجتزأة”، لأن “الوقت في غزة يُقاس الآن بالدم والجوع”.