بان كى مون يزور مصر

لم يتغير شىء بشأن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى بين زيارة بان كى مون، الأمين العام الثامن للأمم المتحدة، للقاهرة فى ٢٢ يوليو ٢٠١٤، والزيارة التى قام بها أمس السبت، باستثناء زيادة توحش آلة القتل الإسرائيلية، وإضافة حوالى ٥٥ ألف شهيد فلسطينى، و١٢٥ ألف مصاب، إلى ضحاياها. كما ظلت غالبية أزمات منطقة الشرق الأوسط على حالها، مع تفاقم بعضها وزيادة تعقيد بعضها الآخر! وزير الخارجية الكورى الجنوبى الأسبق، انتخبته الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ١٢ أكتوبر ٢٠٠٦ أمينًا عامًا للمنظمة، وتولى مهام منصبه، رسميًا، فى ١ يناير ٢٠٠٧. وبانتهاء ولايته فى ٣١ ديسمبر ٢٠١٦، انضم إلى مجموعة الشيوخ، أو الحكماء، The Elders، الداعمة للسلام، التى أسسها نيلسون مانديلا، رئيس جنوب إفريقيا الأسبق، سنة ٢٠٠٧، لاستثمار ما يعادل ألف سنة، هى مجموع تجارب أعضائها فى الحياة، والاستفادة من استقلالهم السياسى، فى إيجاد حلول للأزمات غير القابلة للحل، والمساعدة فى تسوية أكثر الصراعات تعقيدًا فى العالم، والتصدى للتهديدات الوجودية التى تواجه البشرية. المهم، هو أن بان كى مون زار القاهرة، أمس السبت، واستقبله الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، الذى ثمّن جهوده خلال توليه قيادة الأمم المتحدة، وكذا إسهاماته الحالية فى إثراء النقاشات الدولية وجهوده لتحقيق السلام والعدالة من خلال عضويته فى مجموعة الحكماء، أو الشيوخ، لافتًا إلى أن مصر تعمل دائمًا للحفاظ على استقرار المنظومة الأممية، وتحرص على دعمها فى مواجهة التحديات العالمية المتشابكة. كما شدّد على أهمية التعاون لتعزيز الاستقرار والتنمية على المستويين الإقليمى والدولى، خاصة فى ظل ما يموج به الإقليم والعالم من تطورات جيوسياسية واقتصادية غير مسبوقة.أكد الدكتور عبدالعاطى، كذلك، تمسك مصر بالمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، منذ انضمامها إلى المنظمة، مشيرًا إلى أن السياسة الخارجية المصرية ارتكزت على تلك المبادئ، وتمسكت بالدور المحورى للمنظمة فى حفظ السلم والأمن الدوليين، وتعزيز التنمية المستدامة لجميع دول العالم. وفى هذا السياق استعرض وزير خارجيتنا محددات الموقف المصرى من تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، والأزمة الإنسانية الكارثية، التى يشهدها القطاع نتيجة انتهاكات إسرائيل الفاضحة للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، مؤكدًا أن مصر مستمرة فى جهود التسوية، بالتعاون مع الولايات المتحدة وقطر، لوقف إطلاق النار، وضمان النفاذ الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى القطاع، إضافة إلى عملها، بالتوازى، على التوصل إلى تسوية نهائية للصراع، تضمن تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.القضية الفلسطينية كانت، كذلك، على رأس الملفات التى تناولها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع بان كى مون، خلال لقاءاتهما العديدة فى ٢٠١٤ و٢٠١٥ و٢٠١٦، بمقر الأمم المتحدة والقاهرة وشرم الشيخ وأديس أبابا، و… و… وفى كل هذه اللقاءات أكد الرئيس أن مصر لن تدخر جهدًا من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل، يعيد للشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة وعلى رأسها حقه فى إقامة دولته المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. كما شدّد، كذلك، على أهمية نزع فتيل الأزمات التى تموج بها المنطقة دون تأخير، محذرًا من مغبة استمرار تفاقم الأوضاع، لما سيترتب على ذلك من تداعيات خطيرة، ليس على دول المنطقة فحسب بل على مختلف دول العالم… وتبقى الإشارة إلى أن وزير خارجيتنا كان قد التقى، فى فبراير الماضى، على هامش «مؤتمر ميونخ للأمن»، الأمين العام السابق، وعددًا من قادة مجموعة الشيوخ، أو الحكماء، الذين أعربوا عن تقديرهم الرؤية المصرية حيال تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، وأشادوا بدور مصر الإقليمى البارز، وبما تبذله من جهود حثيثة، على مختلف الأصعدة، لإقرار التهدئة، والدور المهم الذى تضطلع به على مسار تقديم وإيصال المساعدات الإنسانية، مؤكدين حرصهم على مواصلة التشاور معها، ومع الأطراف الدولية، للحد من تداعيات هذه الأزمة، والدفع بجهود السلام، حفاظًا على استقرار المنطقة والسلم والأمن الدوليين.