لكن الحب دائم… علي معلول يغادر الأهلي ويترك “قلبه” في “التتش”

لكن الحب دائم… علي معلول يغادر الأهلي ويترك “قلبه” في “التتش”

بعد مسيرة امتدت لأكثر من ٨ سنوات و١٠ أشهر داخل جدران «القلعة الحمراء»، أعلن التونسى على معلول عن رحيله عن فريق كرة القدم بنادى الأهلى، فى لحظة من أصعب اللحظات على جماهير نادى القرن، تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا سيكون من الصعب على أى لاعب أجنبى آخر تحقيقه من بعده.فمنذ انضمامه إلى الأهلى فى صيف ٢٠١٦، قادمًا من النادى الصفاقسى التونسى، أصبح على معلول أحد العناصر الأساسية فى تشكيل الفريق، بل وتحول إلى ركيزة لا غنى عنها فى الجانب الأيسر، وترك بصمة واضحة بأدائه المميز، وتحركاته الذكية، وكراته العرضية الدقيقة، بالإضافة إلى أهدافه الحاسمة وتمريراته القاتلة التى أسهمت فى حسم العديد من البطولات والمباريات الكبرى لـ«المارد الأحمر».حقق «معلول» مع الأهلى عددًا هائلًا من الألقاب والبطولات وصلت إلى ٢١ بطولة، بواقع ٦ دورى مصرى، و٤ دورى أبطال إفريقيا، و٤ كأس مصر، و٥ كأس سوبر محلى، و٢ سوبر إفريقى، كما كان من ضمن الفريق الذى حصل على برونزية كأس العالم للأندية مرتين، وهو إنجاز تاريخى يعكس حجم مساهمته مع «المارد الأحمر» فى المحافل العالمية.على المستوى الفردى، خاض «ملك الحلول» ٢٩٢ مباراة بقميص الأهلى فى مختلف المسابقات، سجل خلالها ٥١ هدفًا، وصنع ٨٥ تمريرة حاسمة لزملائه، بإجمالى ١٣٦ مساهمة تهديفية لزملائه، وهو رقم استثنائى بالنسبة للاعب فى مركز الظهير الأيسر.ما يجعل رحيل «معلول» أكثر ألمًا هو علاقته الخاصة بجماهير الأهلى، إذ لم يكن أجنبيًا بالمعنى الحرفى، بل كان واحدًا من أبناء النادى، يتحدث بلهجتهم، ويعيش مشاعرهم، ويشاركهم الفرح والحزن، وكان محبوبًا بشدة، واحترامه لـ«تيشيرت» الأهلى وانضباطه فى كل المواقف، جعله يحجز مكانًا فى قلوب الجماهير لا يمحى، لدرجة أنه كانت هناك مطالبات بمنحه الجنسية المصرية.وقبيل مشاركة الأهلى فى كأس العالم للأندية، جاء خبر رحيله كصفعة مؤلمة لعشاق «القلعة الحمراء»، رغم احترامهم لقراره وتفهمهم لرغبته فى إنهاء رحلته وهو لا يزال فى القمة.وكان مشهد وداع «معلول» فى استاد القاهرة، بعد نهاية مباراة فاركو وتتويج الأهلى بلقب الدورى الـ٤٥، من أكثر اللحظات تأثيرًا، حيث ذرفت العيون دموعًا صادقة لرحيل أحد أنقى اللاعبين الذين مروا على «القلعة الحمراء» فى تاريخها الحديث.وحمل «بيان الوداع»، الذى أصدره «معلول» مساء الجمعة، الكثير من الكلمات المؤثرة، كان من بينها: «أيها الجمهور الوفى، طيلة كل هذه السنوات كنتم لى الوطن حين ابتعدت المسافات، والدفء حين قست المباريات، صدقونى لم أكن وحدى يومًا، كنتم ظهرى حين انحنت الأيام، وقلبى حين عزّ الثبات، وهتافكم كان الأمل الذى لا يخيب، والمحبّة التى لا تشترى، فإن كانت المسيرة تقاس بالسنوات، فإن ما بيننا لا يُقاس إلا بالمحبة والوفاء».