الإرهاب الخفي: تحقيق في أنشطة الإخوان التخريبية داخل مصر

الإرهاب الخفي: تحقيق في أنشطة الإخوان التخريبية داخل مصر

منذ سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية في أعقاب ثورة 30 يونيو، دخلت مصر في مواجهة مفتوحة مع أخطر موجات الإرهاب الداخلي، التي حملت بصمات الجماعة وأنصارها، حيث ظهرت الجماعة، بعد فقدانها السلطة، على وجهها الحقيقي من تنظيم سياسي إلى كيان يتبنى العنف كأداة للانتقام وبث الفوضى، مستهدفة مؤسسات الدولة ومرافقها الحيوية، إلى جانب رجال الجيش والشرطة والقضاء.ملف الإرهاب الإخواني في الداخل المصري يكشف عن وجه مظلم لجماعة رفعت شعارات دينية، لكنها لم تتردد في استخدام العنف ضد أبناء الوطن، ورغم الثمن الباهظ الذي دفعته مصر، فإن صمود مؤسساتها الأمنية، ووعي شعبها، كانا حاسمين في كبح جماح هذه الموجة التخريبية. الهجمات المسلحة ضد رجال الشرطةكانت أكثر الأهداف وضوحًا للجماعة هم رجال الشرطة، خاصة في المناطق التي شهدت توترات أمنية عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين.حيث نال العشرات من الضباط والمجندين شرف الشهادة في هجمات متفرقة، منها إطلاق نار على أكمنة شرطية، أو زرع عبوات ناسفة في طرقات دوريات الأمن، فضلًا عن استهداف شخصيات شرطية بارزة. تفجير البنية التحتيةاستهدفت جماعة الإخوان – عبر خلايا نوعية – العديد من منشآت الدولة، وعلى رأسها محطات الكهرباء وأبراج الضغط العالي، وخطوط السكك الحديدية، ومقار الشركات العامة. هدف تلك العمليات كان إغراق البلاد في حالة من الشلل والخوف، خاصة في سنوات ما بعد 2013. التخريب داخل الجامعات وترويع المدنيينتحولت الجامعات – خاصة القاهرة، وعين شمس، والأزهر – إلى بؤر للفوضى، قادها طلاب ينتمون للجماعة الإرهابية، حيث شهدت ساحات الجامعات اشتباكات، وقطع طرق، واعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة، في محاولة لتجنيد الرأي العام ضد الدولة.كذلك، شهدت مناطق عديدة في القاهرة والمحافظات تفجيرات عشوائية بعبوات ناسفة بدائية، استهدفت محطات مترو، وبنوك، ومراكز تجارية، وحتى أكشاك أمنية. خلفت تلك العمليات إصابات واستشهاد بين المدنيين، وعكست توجهًا ممنهجًا لإرهاب المجتمع. استهداف القضاء والمحاكملم يسلم القضاء من نيران الإخوان؛ ففي أكثر من واقعة، استُهدف قضاة شاركوا في محاكمات قيادات الجماعة، ووقعت حوادث تفجير واستهداف سيارات عدد من القضاة، إلى جانب تهديدات مباشرة، وبث دعوات تحريضية ضدهم عبر منصات إلكترونية. التحريض الإعلامي والتمويلفي موازاة العمليات الميدانية، استخدمت الجماعة أذرعها الإعلامية والرقمية للتحريض المستمر على العنف، من خلال بث مقاطع تدعو للانتقام، وتروج للفوضى، وتهاجم مؤسسات الدولة، كما انتشرت لجان إلكترونية لبث الشائعات، والتشكيك في أي إنجازات تنموية.كما كشفت التحقيقات التي أعقبت تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية المرتبطة بالإخوان عن مصادر تمويل خارجية، وتنسيق مع جهات مشبوهة في المنطقة، وجرى ضبط كميات من الأسلحة والمتفجرات، وأموال ضخمة كانت تُستخدم في دعم الأنشطة التخريبية داخل البلاد. خلايا إرهابية نوعيةأنشأ الإخوان كيانات ميدانية جديدة بعد سقوطهم، تحت مسميات مختلفة مثل “العقاب الثوري”، و”حسم”، و”لواء الثورة”، بهدف تنفيذ عمليات إرهابية مع الحفاظ على مسافة شكلية بينهم وبين الجماعة الأم، لكن الأجهزة الأمنية نجحت في تفكيك أغلب تلك التنظيمات، والقبض على عناصرها.واعتمدت الدولة المصرية استراتيجية شاملة لمواجهة هذا الإرهاب، شملت جهودًا أمنية مكثفة، إلى جانب تحرك تشريعي لملاحقة العناصر الإرهابية، وتجفيف منابع التمويل، كما لعب الوعي الشعبي دورًا كبيرًا في إحباط الكثير من المخططات.