تأثيرات التغير المناخي والظواهر الجوية… يكشفها هذا الكتاب

تأثيرات التغير المناخي والظواهر الجوية… يكشفها هذا الكتاب

فسر خبراء ومتخصصين في المناخ، أن ما شهدته الإسكندرية من اضطرابات جوية وسيول وعواصف، يؤكد أن التغير المناخي، أصبح حقيقة واقعة وهو ما حذر منه العلماء من عشرات السنين.

التغير المناخي واضطرابات طقس الإسكندرية

وفي كتابها “التغير المناخي”، والصادر عن دار العربي للنشر، تذهب الباحثة نسرين الصباحي، إلي أن “التغير المناخي كأحدث دافع من سلسة الدوافع البيئية، بما في ذلك الجفاف، وتدهور الأراضي، ونقص إمدادات المياه، وإزالة الغابات، لانخراط الجماعات في الصراع. باعتبار التغير المناخي تهديد للسلم والأمن الدوليين وتعتبر إفريقيا منطقة الحروب الجديدة جراء تداعياته السلبية. وتطرقت الدراسة إلى دارفور كصراع عرقي بين الميليشيات العربية والجماعات المتمردة والمزارعين. وعلاوةً على ذلك، تناولت الدراسة الخطاب الدولي الحالي الذي يربط بين التغير المناخي والأمن بالتركيز على أهمية دور التغير المناخي عن باقي العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الأخرى. و اختمت الدراسة بالنظر إلى تداعيات التغير المناخي وأنماط الطقس المتمثلة في عدم انتظام معدل هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وقدرتها على إعادة تشكيل المشهد الإنتاجي وتفاقم ندرة الغذاء والمياه والطاقة، ومساهمة التغير المناخي في زعزعة الاستقرار، وحركات السكان الداخلية غير المنظمة، وتداعياته فيما وراء الحدود الوطنية. وعلاوةً على ذلك الظروف الجوية المؤدية إلى كوارث طبيعية، وتداعياتها الصحية على المدى الطويل بنقل الأمراض المعدية، وانتشار الأوبئة. 

 التغير المناخي وندرة الموارد الطبيعية

يتناول الكتاب ملاحظات تمهيدية عن التغيرات المناخية والبيئية في إفريقيا برصد التغير المناخي والغطاء النباتي في الساحل الأفريقي بالتطبيق على دارفور، والآثار المناخية على موارد المياه والأمن الإنساني في إفريقيا.كما يستعرض الكتاب ندرة الموارد الطبيعية كسبب للصراعات في منطقة القرن الأفريقي، والحديث عن اتجاهات جديدة في أدب التغير المناخي والصراع. وتناول الصراع على الموارد النادرة في غرب السودان وتحليل ندرة الموارد كأحد أبعاد الصراع في دارفور، والتكيف مع القيود المفروضة على الموارد. أما المحور الرابع، أشار إلى نظرة تاريخية لسياسة الأراضي في السودان.  كما تناول الكتاب مستويات الصراع في دارفور على ثلاثة مستويات من خلال القتال على المستوى المحلي بين الجماعات المختلفة على أساس قبلي في دارفور، وعلى المستوى الوطني بالمواجهة بين متمردي دارفور والحكومة وأخيرًا، التنافس الإقليمي بين السودان وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا.  وتلفت الباحثة إلى أن المناطق التي تتمتع بموارد طبيعية نادرة مثل المياه والأراضي الصالحة للزراعة والتي هي بعيدة عن الحكومة المركزية، ويسود بها السلوك العنيف سواء عمل جماعي أو قرارات فردية، وإلى أي مدى يتم تفسير هذه القرارات بظروف مناخية محددة، حيث أصبح العنف سلوك قائم ومتجذر في الثقافة السائدة، وتناول أيضًا تأثير العنف على سبل العيش الرعوية خاصة في المواقع البيئية والجغرافية بشمال كينيا، في ظل الهجمات على الماشية واسعة النطاق بين الرعاة، واستخدام العنف شائع وجزء من مدونة قواعد السلوك والمؤسسات الثقافية. وخلص الكتاب إلى أن العوامل البيئية كمصدر للصراع لم تعد موضع تساؤل ولكن يجب مناقشة قضايا البيئة والصراع بطرق متوازية حيث أن كلاهما وثيق الصلة بالآخر.