صالح الغازي: المتحف المصري الكبير يعكس رسالة حضارية رفيعة

صالح الغازي: المتحف المصري الكبير يعكس رسالة حضارية رفيعة

تحدث الشاعر الروائي، صالح الغازي، عن دور المتحف المصري الكبير، والذي ينتظر العام افتتاحه في 3 يوليو 2025، في استعادة القوى الناعمة المصرية، وأهمية المتحف في الترويج لمصر كوجهة ومقصد من أكبر المقاصد السياحية في العالم.

صالح الغازي: المتحف المصري الكبير شاهد على رسالة حضارية سامية

وقال “الغازي”، في تصريحات خاصة لـ “الدستور”: “الآثار تحمل بداخلها عبقرية المكان والانسان، ووجودها ضمن متحف كبير هو أفضل صون لها، فهي تتنفس وتستمر في الإلهام والحياة بانبهار المشاهدين بها وبصيانتها”.وتابع: “أنا من عشاق زيارة المتاحف والآثار وكل بلد أزورها أحرص على زيارة متاحفها وآثارها، لكن أتوقف عند المتاحف المصرية واعتبرها بكل فخر تمثيل لهويتي، وعندي أجمل الذكريات مع أسرتي ومع أصدقائي في المتاحف والمناطق الأثرية وآخر زياراتي كانت العام الماضي للمتحف المصري بالتحرير والمتحف القبطي وجامع عمرو وكنيسة مار جرجس في منطقة مجمع الأديان وكنت أحزن من تكدس الآثار، أو من معرفة أن هناك قطع أثرية في المخزن، فالآثار تحرضنا على نبذ العنصرية وقبول التنوع الثقافي وتجعلنا نتجاوز عن أي خلاف”.وأوضح “الغازي”: “المتحف هو وسيلة اتصالي المباشر والواقعي مع حضارة بلدي، الحضارة التي كونت في مجملها تفكيري وسلوكي ولهجتي ومشاعري وتكويني ككاتب، فأنا كتبت الشعر العامي المصري عشقا للهوية المصرية. والقطع الأثرية هي التي علمتنا ونقلت الحكم والعبر والحكايات والعلوم”.وتابع: “أذكر حدث موكب المومياوات الملكية عام 2021 وهو الحدث الذي انتبه له العالم كله، كذلك زيارة رئيس فرنسا لمنطقة خان الخليلي 2025، فمصر قادرة أن تجعل العالم كله يقف وينتبه لها بكثير من التقدير، حدث ليس فيه حزن أو ألم إنما حدث فيه مجد وتقدير”.واستكمل: “أذكر لكم أن المسلة فرعونية الموجودة في ميدان الكونكورد في باريس حرضت جاستون ماسبيرو من أكثر من قرن وهو في الرابعة عشرة من عمره أن يكون شغوفا باللغة الهيروغليفية ويتعلمها ويصل لمنصب مدير الآثار.. الآثار تحمل بداخلها عبقرية المكان والانسان، ووجودها ضمن متحف كبير هو أفضل صون لها، فهي تتنفس وتستمرفي الالهام والحياة بانبهار المشاهدين بها وبصيانتها”.وشدد “الغازي” على: “ووجود المتحف المصري الكبير على هضبة الهرم هو مكان موفق حيث أن الأثر الوحيد الباقي من عجائب الكون والذي لا يزال موجود هو الهرم الأكبر/ هرم خوفو، مشروع المتحف المصري الكبير دليل على نهضة متحفية في إطار التفكير العصري، فهو أول متحف أخضر في المنطقة، ويتضمن المشروع وحدات ترفيهية وخدمية ومعامل الترميم، ولا ننسى أن المتحف المصري هو المتحف الوحيد في العالم الذي يجمع الآثار الفرعونية واليونانية والقبطية والإسلامية، فالمتاحف المصرية دائما شاهدة على رسالة حضارية سامية وقادرة على خطف أنظار العالم”.واختتم “الغازي”: “المتحف المصري الكبير يبرز حقيقة حضارة البلد، فالعرض الأثري يعزز الثقافة والارتباط بالوطن وتاريخه، والمتاحف خطوة مهمة لتبادل الثقافة وتفاعل الحضارات، والسياحة المتحفية جزء من السياحة المعرفية وهى تطور الوجدان، وتتخطى النظرة العنصرية والقضايا الشائكة ليقف الإنسان مندهشا أمام معارف وآثار تدل على تاريخ بشري باهر”.