تحولات سيناء: عمال يشاركون تجارب التنمية في بورسعيد الجديدة (فيديو)

تحولات سيناء: عمال يشاركون تجارب التنمية في بورسعيد الجديدة (فيديو)

وسط المساحات الصحراوية الشاسعة في سيناء، لا تشير الحركة النشطة في مواقع البناء إلى مجرد أعمال إنشائية، بل تعكس تحولًا حقيقيًا في مصير كثير من المصريين، وهو ما رصدته “الدستور” خلال جولتها في مدينة بورسعيد الجديدة.

 الطرق تُمهد، البنية التحتية تُنشأ، ومجتمعات جديدة تتكوّن، في إطار خطة تنموية واسعة النطاق، أما للعمّال على الأرض، مثل محمد حسن وسيد علي محمد هجرس، فالأمر لا يقتصر على مشاريع، بل يمثل مستقبلًا يمكن رؤيته ولمسه والمشاركة في بنائه.من المنصورة إلى قلب سيناء: فرصة عمل حقيقية للمواطنين.. ويشهدون: يدحض الشكوك ويمهّد لعصر جديد من التقدّممحمد حسن، من أبناء ميت غمر في المنصورة، يعمل حاليًا في مشروع طريق حيوي بمدينة شرق بورسعيد الجديدة يقول: “الطريق ده بيخدم البحر، الجامعات، والشاليهات… ده طريق تنمية للمشروعات الكبيرة اللي بتتعمل في سيناء”، معبرًا عن قناعته، ويصف نفسه بأنه “عرباوي” له جذور في سيناء، وكان يزورها سابقًا ويرى إمكاناتها: “شفت التنمية والمشاريع… الدنيا خدتنا، وسبنا حياتنا القديمة وجينا هنا.. فعلًا دي مشاريع ضخمة بتتعمل في سيناء”.لم يتردد محمد في الانتقال مع أسرته إلى المنطقة حين أتيحت له الفرصة: “آه، جبت أولادي واستقرينا هنا بناءً على المشاريع دي.. خدنا شقة وقعدنا”، ويضيف بثقة: “دي أول مرة يحصل فيها تنمية بالحجم ده. ده واقع. المشاريع دي بتخدم ناس سيناء، وبتجذب ناس من محافظات تانية زي القليوبية والمنصورة الكل شغال هنا”.ويعترف بوجود تأخير في السابق: “آه، اتأخرنا كتير… 20 أو 30 سنة تأخير في التنمية” لكنه يسلط الضوء على الواقع الجديد: “دلوقتي عندنا أراضي زراعية، طرق، شاليهات، وجامعات. ابن سيناء مش لازم يروح محافظة تانية، كل حاجة بقت هنا بل بالعكس، بقى في ناس من برّه بتيجي هنا عشان الزحمة في بلادهم وبقى عندنا مستشفيات، والطرق ضخمة”.وعندما يُطرح عليه وصف المشروعات بأنها مجرد “فنكوش”، يرد بحسم: “لا لا، اللي بيعترض مش شايف ييجوا يشوفوا بنفسهم إحنا هنا على الأرض ده شغل، وده تعب” ويشير حوله ويكمل: “أنا واحد كنت من شمال سيناء وعشت في المنصورة، رجعت بسبب التنمية اللي بتحصل هنا أول مرة يحصل تنمية بالحجم ده في عهد الرئيس السيسي”.سيد علي محمد هجرس، شاب يبلغ من العمر 26 عامًا ويعمل سائق لودر، ينتمي أيضًا للقبائل العربية المحلية من داخل كابينة معدته الثقيلة، يتحدث عن التغيرات الإيجابية: “بصراحة، عملوا شغل أبيض”، في إشارة للجهات المنفذة، “وفّروا فرص عمل، الشغل كتير، وفي ناس كتير اشتغلت بعد ما كانوا قاعدين من غير شغل”. يرى سيد أن التنمية تعني حياة جديدة: “فيه تنمية… فيه حياة، بالضبط هيبقى فيه مدارس، ميّه، كهربا، طرق… مستقبل للعيال. زمان مكنش فيه شغل، مفيش مشاريع دلوقتي، الحمد لله، الدنيا ماشية، وفيه حياة”.ويؤكد أن أغلب العاملين من أهل المنطقة: “آه، كلنا هنا، مفيش غرب.. كلنا بدأنا نشتغل هنا… كلنا عرب، بس من عائلات مختلفة… كل الناس شغالة والدنيا ماشية”.يبدأ يوم العمل عادة من الساعة السابعة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، ما يعكس وتيرة العمل المتسارعة. ومع غروب الشمس معلنًا نهاية يوم جديد من الجهد، تتردد رسالة عمّال سيناء بوضوح: ما يحدث ليس مجرد وعود، بل واقع ملموس يُبنى على الأرض… مشروعًا تلو الآخر، وظيفة بعد أخرى، وعائلة تستقر تلو الأخرى، تتحول سيناء من حلم إلى مجتمع ينبض بالحياة.