زيادة رسوم ترامب على الصلب والألمنيوم قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أمريكا

زيادة رسوم ترامب على الصلب والألمنيوم قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أمريكا

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم الأجنبية لتصل إلى 50%، الجمعة الماضي، مخاوف واسعة من ارتفاع أسعار عدد من السلع، بدءًا من السيارات والغسالات وصولًا إلى المنازل، إلا أن التأثير الأبرز قد يظهر في ممرات محال البقالة، حيث تُستخدم هذه المعادن على نطاق واسع في تغليف المنتجات الغذائية.وقالت أوشا هايلي، الخبيرة في شؤون التجارة والأستاذة بجامعة ولاية ويتشيتا، إن “ارتفاع أسعار المواد الغذائية سيكون من بين الآثار المترتبة على هذه القرارات”، مشيرة إلى أن الرسوم الجديدة قد تزيد التكاليف في مختلف القطاعات وتؤدي إلى توتر العلاقات مع الحلفاء دون أن تُسهم فعليًا في إحياء طويل الأمد للصناعة الأمريكية، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية.وتزامن عودة ترامب إلى البيت الأبيض مع موجة غير مسبوقة من فرض الرسوم الجمركية، والتي غالبًا ما تم الإعلان عنها وسحبها بوتيرة متسارعة أربكت حتى المتابعين، ودافع ترامب عن قراره الأخير، معتبرًا أن هذه الخطوة ضرورية “لتعزيز حماية صناعة الصلب الأمريكية بشكل أكبر”.وأكد ترامب أن من بين الأسباب الرئيسية التي دفعت الناخبين لدعمه هو ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن بالنظر إلى السلع الأساسية فإن فرض ضرائب على الصلب والألومنيوم قد يطال سلعًا واسعة الانتشار مثل المشروبات الغازية، طعام الكلاب، المعلبات بأنواعها من الفاصوليا والفاكهة إلى معجون الطماطم وغيرها.من جانبه، قال روبرت بودواي، رئيس معهد مصنعي العلب، إن هذه الإجراءات “تصب في مصلحة الصين ومنتجي الأغذية المعلبة الأجانب، الذين يسعون لخفض الأسعار ومنافسة المزارعين والمنتجين الأمريكيين”، مضيفا: “مضاعفة رسوم الصلب ستزيد من كلفة السلع المعلبة في محلات البقالة بشكل أكبر”.وأوضح بودواي أن إنتاج الصلب من النوع المستخدم في صناعة العلب شهد تراجعًا كبيرًا في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، مما جعل المصانع تعتمد بشكل متزايد على الواردات، وأشار إلى أنه “مع ارتفاع أسعار المواد المستوردة، تتحمل ملايين الأسر الأمريكية كلفة هذه الزيادة”. وقبل إعلان الزيادة الأخيرة، كانت شركات الأغذية تتابع عن كثب تطورات السياسة الجمركية، وأوضحت شركة “كامبل”، المشهورة بحساءها المعلب، أنها تعمل على تقليل أثر الرسوم الجمركية ولكنها قد تضطر إلى رفع الأسعار، وكذلك الأمر مع شركة “كوناجرا براندز”، حيث لفتت إلى أن رسوم الصلب والألومنيوم تؤثر بالفعل على تكاليف الإنتاج لديها.وبعيدًا عن السلع الظاهرة مثل التونة ومرق الدجاج وصلصة التوت البري، يحذر خبراء الاقتصاد من أن آثار الرسوم قد تمتد إلى مجموعة أوسع من المنتجات، فارتفاع تكلفة بناء المتاجر أو شراء الشاحنات لنقل الأغذية يمكن أن يؤدي إلى زيادة أسعار البيع النهائية.ويرى المستشار الاقتصادي باباك حافظي، أن ارتفاع أسعار المعدات الزراعية سيكون له أثر متسلسل على الاقتصاد بأكمله، موضحا: “إذا زادت تكلفة جرار بنسبة 25%، فسيتحمل المستهلكون الكلفة، هذه التكاليف تنتقل تدريجيًا إلى بقية قطاعات الاقتصاد، وبعضها يظهر سريعًا، والبعض الآخر يستغرق وقتًا، لكن النتيجة النهائية هي ارتفاع الأسعار وتراجع الخيارات المتاحة للمستهلك”.ورغم صعوبة تحديد تأثير الرسوم الإضافية على الصلب والألومنيوم بدقة على المنتجات الفردية مثل علبة الحمص مقارنة بسيارة جديدة، فإن الخبير الاقتصادي أندرياس والدكيرش يرى أن المستهلكين سيتحملون تكاليف غير مباشرة كبيرة نتيجة هذه السياسات.وقال والدكيرش: “من المؤكد أن من يعملون مباشرة في صناعة الصلب سيستفيدون، ولكن بثمن باهظ، قد نحصل على بعض الوظائف الجديدة في هذا القطاع، ولكن الكلفة غير المباشرة قد تؤدي إلى فقدان وظائف في قطاعات أخرى، وعند جمع هذه الأضرار، نجد أن الخسائر الإجمالية ضخمة”.