هوس المانجا: رواية فرح عادل حول الضعف وصراع الفئات الاجتماعية

تعد هستريا المانجا واحدة من الروايات الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2024 للكاتبة فرح عادل والتى جمعت فيها بين الكوميديا وأدب الجريمة بطريقة بسيطة وسلسة تنم عن رشاقة الأسلوب وبساطة الحوار الذى جاء بالعامية.اختارت الكاتبة عنوانا جذايا لا يخلو من الغموض الذى يدفع القارئ لمعرفة مضمون الرواية، وبعد عبور العنوان وهو العتبة الأولى للنص والدخول إلى متن الرواية نكتشف أن بطلة الرواية اسمها مانجا. وهو اسم شعبى لا يطلق على بنات الطبقة العليا. أما الهستريا التى أصابت البطلة فترجع إلى الأحداث التى وقعت فى الرواية والتى تحكى عن الفوارق الاجتماعية بين طبقات المجتمع المصرى. عناوين الفصول
اختارت الكاتبة فرح عادل عناوين الفصول الستة بطريقة قريبة للقارئ العادى، الذى استهدفته الكاتبة من السطر الأول. حيث جاءت العناوين بعبارات مستوحاه من أغنيات شهيرة. زحمة يا دنيا زحمة. زى المليونيرات. وجنانى ده عين العقل. بانوا بانوا على اصلكوا بانوا.. تقدر تجنن زيى. وٱه ياخوفى من ٱخر المشوار.تفاصيل الرواية
تحكى الرواية عن مانجا الشاية الجميلة التى نشأت فى حى شعبى وتعمل هى وخطيبها حسام كخادمين فى فيلا زكى بيه وزوجته نازلى فيتعاملون معهم بتعال وتكبر. مما يجعل مانجا تكره طبقتها الإجتماعية وتمنى ان تحصل على نضف حظ هابى كلب زكى بيه. تمر الأحداث على هذه الحال حتى يقرر زكى بيه وأسرته السفر للخارج، فتقوم مانجا بارتداء ملابس سيدتها وترغم خطيبها على ارتداء بدلة زكى بيه.ليحتفلان فى الحديقه فيركض الكلب هابى خلف قطة فيقفز من السور فيركض خلقه حسام ومانجا، فيرجعان به ميتا بعد ان دهمته سيارة بالخارج فيقررا دفته فى الحديقة فيكتشفا جثة مدفومة.وهنا تنقلب الأمور راسا على عقب حيث تقرر مانجا أن تستغل الموقف لتنتقم لنفسها وطبقتها فتبتز زكى واسرته وإن كانت الحبكة الدرامية لا تخلو من الفانتازيا حيث صارت مانجا وخطيبها هما السيدين بينما صار زكى وزوجته هما الخادمين. فانصاعا لأوامر مانجا وحسام خشية ان تبلغ عنهما، فأقاما معهما وتزوجا فى الفيلا وجاءوا بأبناء حارتهم فدمروا كل شىء تاكيدا على صراع الطيقات. النهايةاختارت الكاتبة نهاية بسيطة جدا قد لا تكون معقولة أو واقعية لكنها مقبولة من زاوية الفانتازيا. حيث قام زكى بحرق الجثة. حتى لا يكون هناك دليل لإدانته رغم أن هذا الحل كان أمامه منذ البداية.