هيلين كيلر.. قوة الإرادة التي انتصرت على العوائق

هيلين كيلر.. قوة الإرادة التي انتصرت على العوائق

في مثل هذا اليوم، الأول من يونيو، رحلت عن عالمنا هيلين كيلر، واحدة من أكثر الشخصيات إلهاما في التاريخ الحديث،  (1880 – 1968)، التي لم تكن مجرد أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية، بل كانت معجزة حية، حولت الألم إلى أمل، والعجز إلى عمل، والصمت إلى صوت قوي يسمع في كل أنحاء العالم، عاشت هيلين حياة استثنائية تغلبت فيها على تحديات جسيمة لا يستطيع الكثير من البشر مجرد تخيلها. فقدت السمع والبصر في سن مبكرة جدا، ولكنها لم تفقد الإرادة ولا الرغبة في التعلم والنجاح والتأثير.

هيلين كيلر

بداية الحكاية: من الظلام إلى النورولدت هيلين آدامز كيلر في 27 يونيو 1880 في مدينة توسكومبيا بولاية ألاباما الأمريكية، وكانت في بداية حياتها طفلة طبيعية تتمتع بالنظر والسمع، وتعبر عن مشاعرها بالكلام والضحك، غير أن حياتها انقلبت تماما عندما أصابها مرض غامض وهي لم تتجاوز 19 شهرا من العمر، ورجح الأطباء حينها أنه حمى قرمزية أو التهاب سحايا، وقد تعافت من المرض ولكنها خرجت منه صماء عمياء.لم يكن للطفلة الصغيرة وسيلة للتعبير عن نفسها سوى إشارات جسدية بدائية، وكانت نوبات الغضب والتمرد جزءا من يومياتها، حتى جاء التحول المفصلي في حياتها بدخول آن سوليفان، المعلمة الشابة التي غيرت مسار هيلين، بل وغيرت مفهوم الإعاقة في العالم بأسره.

هيلين كيلر
هيلين كيلر

آن سوليفان.. صانعة المعجزاتوصلت آن سوليفان إلى منزل كيلر في مارس 1887، وكانت هي نفسها تعاني من ضعف في البصر، لكن ما كانت تتمتع به من إصرار وتعاطف وخبرة بتعليم المكفوفين جعلها المعلمة الأنسب لهيلين، بدأت آن بتعليم هيلين الأبجدية بطريقة اللمس، حيث كانت تتهجى الكلمات في يدها، وكان أول اختراق حقيقي حين تعلمت هيلين أن حركة اليد التي كانت تشعر بها تشير إلى كلمة “ماء”، لحظة شهيرة سجلت في الذاكرة الإنسانية كدليل حي على أن التواصل ممكن حتى من خلف جدران الصمت والظلام.

هيلين كيلر
هيلين كيلر

رحلة التعليم والنجاحمع آن سوليفان، تعلمت هيلين الكتابة باستخدام طريقة برايل، ثم القلم العادي، وبدأت تصوغ جملا معقولة، وتبني أفكارا، وتعبر عن مشاعرها وملاحظاتها، لم تتوقف هيلين عند التعليم الأساسي، بل التحقت بكلية رادكليف، وحصلت على شهادة جامعية، وكانت أول كفيفة صماء تحصل على شهادة بكالوريوس في الآداب. من خلال الدراسة والقراءة، تشكل وعيها السياسي والاجتماعي، فانضمت إلى الحزب الاشتراكي عام 1905، وشاركت في حملات حقوق العمال، والمساواة بين الجنسين، وحقوق ذوي الإعاقة، كما كانت من مؤسسي الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (ACLU).

هيلين كيلر
هيلين كيلر

كاتبة ومحاضرة من طراز خاصكتبت هيلين أكثر من عشرة كتب، بينها سيرتها الذاتية الشهيرة “قصة حياتي” (The Story of My Life) التي ترجمت إلى عشرات اللغات، وأصبحت مادة أساسية في كتب التعليم والإلهام. كما ألقت عشرات المحاضرات في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، واستخدمت شهرتها للدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، ورغم أنها لم تكن تسمع التصفيق، لكنها كانت تشعر بأثر كلماتها في قلوب من يسمعونها ويقرأونها.

هيلين كيلر
هيلين كيلر

وسام الحرية وأثر خالدنالت هيلين كيلر خلال حياتها العديد من الأوسمة والتكريمات، أبرزها وسام الحرية الرئاسي عام 1964، وهو أحد أعلى الأوسمة المدنية في الولايات المتحدة، كما خلد اسمها في كتب التاريخ، وأنتجت مسرحيات وأفلام عن حياتها، أبرزها “صانعة المعجزات” (The Miracle Worker) التي ألقت الضوء على علاقتها الرائعة بمعلمتها آن سوليفان.

هيلين كيلر
هيلين كيلر