محادثات تمهيدية بين كييف وموسكو بشأن تبادل الأسرى والضحايا

محادثات تمهيدية بين كييف وموسكو بشأن تبادل الأسرى والضحايا

 أعلن وزير الدفاع الأوكراني روستيم أوميروف أن التقدم الوحيد الملموس الذي أُحرز خلال الجولة الثانية من المفاوضات مع الوفد الروسي في مدينة إسطنبول اليوم الإثنين، تمثل في التوصل إلى اتفاقات إنسانية تتعلق بملف الأسرى والضحايا.وأوضح أوميروف، في بيان نشره عبر حساباته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الجانبين توصلا إلى ثلاث تفاهمات رئيسية: تبادل شامل لجميع الجرحى بإصابات خطيرة والمرضى بأمراض مزمنة، في إطار مبدأ “الكل مقابل الكل”.تبادل لجميع الجنود الأسرى الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا، ما يشمل شريحة كبيرة من عناصر الخدمة العسكرية الفعلية.

تبادل جثامين الجنود القتلى 

 
تبادل جثامين الجنود القتلى، بحيث تسلم كل طرف 6000 جثمان للطرف الآخر، في خطوة تهدف إلى إغلاق واحد من أكثر الملفات حساسية وإنسانية في الحرب المستمرة.وأكد الوزير الأوكراني أن بلاده قدّمت خلال الاجتماع قائمة بأسماء الأطفال الأوكرانيين الذين تم اختطافهم ونقلهم إلى الأراضي الروسية، في إشارة إلى قضية تعتبرها كييف جريمة ضد الإنسانية. وعلّق أوميروف على ذلك قائلاً:”حتى الإعادة الجزئية لهؤلاء الأطفال ستكون بادرة إنسانية مهمة، إذا كانت موسكو صادقة بالفعل في نواياها نحو السلام”.وفي إطار تقييمه الشامل للمفاوضات، أشار أوميروف إلى أنه أطلع الرئيس فولوديمير زيلينسكي مباشرة بعد انتهاء اللقاء، وأكد أن الوفد الأوكراني تصرف بـ”وضوح واتساق”، واستمر في التمسك بمطالبه الأساسية، وعلى رأسها وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط لمدة لا تقل عن 30 يومًا، وهو مطلب تؤيده أيضًا عدة دول حليفة لكييف.ورغم هذه المطالب الواضحة، أشار أوميروف إلى أن الجانب الروسي أظهر مماطلة واضحة، واتهمه برفض حتى “فكرة وقف القتل”. وكشف أن الوفد الأوكراني كان قد قدّم وثائقه ومقترحاته قبل الاجتماع بوقت كافٍ، في حين أن الجانب الروسي لم يسلم ما يُسمى بـ”المذكرة” الخاصة به إلا أثناء اللقاء نفسه، وهو ما وصفه بأنه تكتيك مقصود لإفشال فرص التوصل إلى اتفاقات جوهرية.وخلص وزير الدفاع الأوكراني إلى القول إن هذه السلوكيات تُضعف فرص تحقيق اختراق حقيقي في جهود إحلال السلام، وتدل على أن موسكو لا تزال تراهن على إطالة أمد الحرب بدلًا من إنهائها.وفيما يعتبر ملف تبادل الأسرى خطوة إيجابية ومطلوبة إنسانيًا، فإن غياب التقدم في الملفات السياسية والعسكرية الجوهرية يُلقي بظلال من الشك على إرادة روسيا الفعلية في الانخراط في حل شامل، وفق ما يراه الجانب الأوكراني.