ذكرى كافكا: كيف أثر المرض على وفاته المبكرة؟

في الرابع من يونيو 1924، رحل الكاتب القاص والروائي التشيكي فرانز كافكا، الذي يعد أحد أكثر الأدباء غموضًا في تاريخ الأدب العالمي فهو الذي عاش غريبًا عن العالم ومات في صمت، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا هائلًا لم يكن يريد له أن يرى النور.لكن ما الأسباب الحقيقية وراء رحيل الأديب الألماني – التشيكي؟ هل كان المرض وحده؟ أم أن هناك موتًا آخر بدأ في داخله قبل أن يتوقف قلبه رسميًا؟في التقرير التالي تغوص “الدستور” في الخلفية النفسية، الصحية، والاجتماعية التي أحاطت بآخر سنوات كافكا، لفهم الصورة الكاملة لرحيله المبكر وهو في الـ40 فقط.من يقرأ يوميات كافكا ورسائله سيتفهم ويعي ما كان يعانيه كافكا من قلق داخلي يصل لدرجة الاغتراب والعزلة ليس فقط تجاه نفسه بل تجاه العالم الخارجي، وهذا ما تؤكده عبارته التي يقول فيها: “أنا لا أملك سوى نفسي، ونفسي عدو لي”، كذا شعوره العميق باللاجدوى، بعدم الانتماء، والخوف من السلطة (الأب، الدولة، المجتمع) جعل منه روحًا هشّة، هربت إلى الأدب لتعيش، لكن الأدب لم يكن كافيًا لإنقاذ الجسد.وولد كافكا في براغ في الثالث من يوليو 1883 لاسرة تنتمي الى الأقلية اليهودية الناطقة بالألمانية، ما أدى إلى عيشه في غربة مجتمعة وحتى داخل عائلته عاني كافكا طوال حياته من الده. عاش كافكا اغلب حياته لايستطيع كسب لقمة عيشه من الكتابة بمفردها، الأمرد الذي دفعه للعمل في شركة تأمين، وفي اوقات الفراغ كان فكافكا ينكب في كتابة قصصه ومذكراته، لكن المرض كان قاسيا على كافكا. رحلته مع المرض في عمر مبكر ظهرت عليه اعراض مرض السل، اجبره المرض على التنقل في اماكن متعدده من أجل صحته، ولكن بقى مريضا يعاني أعراض المرض اللعين، في سنواته الاخيرة وقبل رحيله تعرف على بأكرأة كانت تشرف على تمريضه، وارتبط معها بصداقة متينة، وعاشا فترة في برلين، وفي السنة نفسها لجأ إلى مصح فرب فينا، وفيه لفظ أنفاسه الأخيرة ولم يتجاوز الأربعين.