الاتفاق النووي يتجدد بسرية: هل غيرت الولايات المتحدة قواعد اللعبة؟

كشف موقع اكسيوس، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة قدمت لإيران عرضًا نوويًا جديدًا، يتضمن السماح لها بمواصلة تخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض على أراضيها، لفترة زمنية غير محددة بعد.وأضاف الموقع أن هذا التحول يُعدّ تراجعًا واضحًا عن المواقف الرسمية التي عبر عنها مسؤولون أمريكيون بارزون، وعلى رأسهم المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو، اللذان شددا مرارًا على أن واشنطن لن تسمح بأي شكل من أشكال التخصيب داخل إيران، وستصرّ على تفكيك كامل للمنشآت النووية الإيرانية.
تحول نوعي في الاستراتيجية
الوثيقة السرية التي اطلعت عليها اكسيوس تُظهر مرونة غير مسبوقة في الموقف الأمريكي، وتطرح تساؤلات جدية حول اتساق الخطاب الأمريكي العام مع ما يُدار خلف الكواليس. ويبدو أن هذا التحول جاء نتيجة إدراك واشنطن بأن إصرار إيران على حقها في التخصيب لأغراض مدنية يمثل خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، وهو ما أكدته طهران مرارًا في جميع جولات التفاوض السابقة.وبحسب مصادر مطلعة، فإن المقترح الأمريكي يحتوي على بنود تُسهّل التوصل إلى اتفاق شامل، عبر تقديم تنازلات محدودة من شأنها أن تُقنع إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات. وتتمثل أبرز هذه البنود في السماح بتخصيب محدود على أراضي إيران لأغراض مدنية وتحت رقابة دولية؛ تأجيل البت في مسألة تفكيك المنشآت النووية إلى مراحل لاحقة؛ العودة التدريجية إلى بعض بنود الاتفاق النووي لعام 2015.هذه البنود، إن صحّت، تعكس انفتاحًا أمريكيًا على نهج أكثر براغماتية، لكنها في الوقت ذاته قد تُعرض إدارة ترامب لانتقادات حادة، خاصة من الكونغرس الأمريكي وحلفاء واشنطن في المنطقة.
ردود فعل متوقعة من الحلفاء
لا شك أن هذا التحول سيثير قلقًا بالغًا لدى إسرائيل، التي طالما اعتبرت تخصيب اليورانيوم داخل إيران خطًا أحمر غير قابل للنقاش. كما سيواجه رفضًا من قِبل عدد كبير من أعضاء الكونغرس الجمهوري، الذين يطالبون بسياسة “صفر تخصيب” وبتفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني، كشرط مسبق لأي اتفاق جديد.الخطوة الأمريكية قد تُقرأ كمحاولة لكسر الجمود في الملف النووي الإيراني، في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، وغياب أي تقدم فعلي على صعيد التفاهمات الدولية. إلا أنها تطرح أيضًا معضلة استراتيجية أمام واشنطن.