صحفي يفسر طريقة قيادة كامل إدريس للسودان في ظل الأزمات السياسية وانهيار الخدمات

صحفي يفسر طريقة قيادة كامل إدريس للسودان في ظل الأزمات السياسية وانهيار الخدمات

تحدث الكاتب الصحفي السوداني طاهر المعتصم، عن تعيين البروفيسور كامل إدريس رئيسًا جديدًا للوزراء في السودان، واصفًا المرحلة المقبلة بـ”حقل الألغام السياسي والاقتصادي”، في ظل الأزمات المتفاقمة والانقسامات العميقة التي تشهدها البلاد.

الدعم السياسي من مجلس السيادة 

 
وأشار المعتصم في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، إلى أن نجاح رئيس الوزراء الجديد في العبور من هذه المرحلة الحساسة، مرهون بمدى الدعم السياسي الذي سيحصل عليه من مجلس السيادة، وتحديدًا من رئيسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان. وأضاف: “إن لم تتوفر الإرادة الصادقة من المؤسسة الحاكمة، فلن يستطيع كامل إدريس تحقيق التغيير المأمول، خاصة مع غياب الحاضنة السياسية والشعبية الداعمة له على الأرض”.وأكد المعتصم أن تعيين رئيس الوزراء تم بقرار فردي من رئيس مجلس السيادة، ما يُضعف من شرعيته الشعبية ويضعه أمام تحدي إثبات قدرته على اختراق المشهد المعقد. كما نبّه إلى أن إدريس سيواجه رفضًا صريحًا من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا، مثل حركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان، حيث عبّرت قياداتها عن رفضها لحل الحكومة السابقة ومساس رئيس الوزراء الجديد بمناصبهم.وأوضح أن اتفاق جوبا منح هذه الحركات حصة 25% من الحكومة، دون تحديد وزارات بعينها، إلا أن قادة تلك الحركات يتمسكون بالوزارات التي شغلوها مسبقًا، ما يشكل أحد أكبر الألغام السياسية في وجه الحكومة المرتقبة.وتطرق المعتصم إلى التحديات الميدانية، خاصة في ما يتعلق بانهيار الخدمات الأساسية نتيجة الحرب الدائرة، حيث تسببت قصف قوات الدعم السريع للبنية التحتية في دمار كبير طال الكهرباء والمياه، ما أدى إلى انتشار الأوبئة كالكوليرا في بعض المناطق. وأوضح أن رئيس الوزراء الجديد مطالب بإحداث “اختراق حقيقي” في هذا الملف، عبر تأمين تمويل عاجل لإعادة تأهيل البنية التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين في كل من الشمال والشرق، فضلًا عن التعامل مع أزمة الوثائق الثبوتية في مناطق غرب السودان الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.وختم المعتصم تصريحه بالتأكيد على أن المشهد السوداني بالغ التعقيد، وأن المرحلة القادمة تتطلب قيادة تمتلك الكفاءة والجرأة والقدرة على المناورة السياسية، بالإضافة إلى دعم حقيقي من المجتمع الإقليمي والدولي، إذا ما أُريد للسودان أن يعبر بأمان إلى مرحلة الاستقرار.