بريطانيا بين ضغوط الناتو ورغبات ترامب: هل تستطيع بلوغ هدف الـ3.5%؟

أفادت مصادر دفاعية أن بريطانيا ستكون مضطرة للموافقة على رفع إنفاقها الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، وذلك خلال قمة الناتو المقبلة هذا الشهر، في إطار مساعٍ من الأمين العام للحلف مارك روته لإبقاء دونالد ترامب على خط الالتزام بالحلف.وقال مصدر بارز: “بلا شك، ستوافق بريطانيا على اقتراح روته”، مشيرًا إلى أن ذلك سيمثل زيادة حقيقية بحوالي 30 مليار جنيه إسترليني مقارنة بخطة حكومة حزب العمال الحالية.
ستارمر في مأزق
ويبدو أن هذا الموقف يضع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مأزق، إذ لم يلتزم في مراجعته الدفاعية الاستراتيجية الصادرة الإثنين بتاريخ محدد للوصول إلى إنفاق بنسبة 3%، رغم تعهده برفع الإنفاق إلى 2.5% بحلول عام 2027، ثم إلى 3% خلال الدورة البرلمانية التالية.وفي حين رفض ستارمر “السياسة الاستعراضية” حسب وصفه، مؤكداً عدم التسرع بتحديد موعد للوصول إلى نسبة 3%، فإن مصادر داخلية تشير إلى أنه سيضطر للقبول بهدف دعم موقفه القائم على استراتيجية “الناتو أولاً”.وكان روته قد اقترح أن تلتزم الدول الأعضاء في الناتو بإنفاق 3.5% على الدفاع التقليدي، إضافة إلى 1.5% على الأمن السيبراني والاستخبارات والبنى التحتية العسكرية، ليصل الإجمالي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. وقد ألمح ستارمر في تصريحات لاحقة خلال زيارة لمصنع BAE في غلاسكو إلى إمكانية قبول الهدف الأعلى، قائلاً: “هناك نقاشات حول مستوى المساهمة، وسيتم تناول ذلك خلال قمة الناتو المرتقبة خلال أسبوعين”.غير أن رفع الإنفاق إلى هذا المستوى سيتطلب إما تقليص ميزانيات أخرى، أو فرض ضرائب جديدة. ورغم أن ستارمر لم يستبعد خفضاً إضافياً في ميزانية المساعدات الخارجية، إلا أنها لا تمثل سوى 0.3% من الناتج المحلي، ما يعني أن الموارد المطلوبة ستحتاج مصادر تمويل أخرى.المقترح يأتي في وقت حساس، حيث يسعى الحلف لتفادي حدوث توتر مع ترامب، الذي لطالما انتقد الأعضاء الذين لا يلتزمون بحد الإنفاق البالغ 2%. وكان قد هدد بالانسحاب من الحلف عام 2018، ومؤخراً طالب برفع الإنفاق إلى 5%، أي أكثر من النسبة التي تخصصها الولايات المتحدة نفسها (3.4%).ويبدو أن روته، رئيس الوزراء الهولندي السابق، قد نجح في التفاوض مع ترامب بشكل شخصي لإبقاء التفاهم قائماً، مع توسيع تعريف الإنفاق الدفاعي ليشمل عناصر غير تقليدية مثل البنية التحتية للنقل التجاري. وقد التقى روته بترامب في مار-آ-لاجو بعد الانتخابات، كما عقد لقاءات لاحقة في البيت الأبيض، مما ساعده على ترسيخ علاقة عمل فعالة معه.