بشير عبدالفتاح: الدول الأوروبية بدأت تبتعد تدريجياً عن سياسة ضبط النفس الاستراتيجي والعسكري.

قال الدكتور بشير عبدالفتاح، الكاتب والباحث السياسي، إن هناك نوعًا من الاستنفار العسكري في القارة العجوز بدأ منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير عام 2022، موضحًا أن الدول الأوروبية بدأت تتخلى تدريجيًا عن سياسة المهادنة، وعوائد السلام، وضبط النفس الاستراتيجي والعسكري.وأضاف عبدالفتاح، خلال تصريحاته ببرنامج “مطروح للنقاش”، والمذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أنه كان هناك تحول عن العسكرة في كثير من الدول الأوروبية بعد الحرب الباردة، حيث كان هناك مرة التحول عن الدفاع بعد الحرب العالمية الثانية، ثم جاءت الحرب الباردة بعدها مباشرة، واستنفرت الدول الأوروبية مع الولايات المتحدة في مواجهة الاتحاد السوفيتي. وتابع، أنه بعد انهيار سور برلين وانتهاء الحرب الباردة عام 1991، عادت الدول الأوروبية مجددًا إلى استراتيجية عوائد السلام، بمعنى التحول عن الدفاع والتوقف عن الإنفاق ببذخ على التسلح وعلى الصناعات العسكرية، وتوجيه طاقات البلاد ومواردها إلى الصناعات المدنية.
بريطانيا لديها حساسية شديدة حيال روسيا تعود إلى الحرب العالمية الثانية
وأوضح أن هذا الوضع ظل قائمًا حتى بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث كان هناك خطاب للمستشار الألماني أولاف شولتس بعد أشهر أو ربما أسابيع من بدء الغزو، تحدث فيه عن ضرورة التحول في السياسة الدفاعية الألمانية ردًا على التهديد الروسي، مشيرًا إلى أن أوروبا بدأت تستدعي التهديد الروسي، وكذلك بريطانيا التي لديها حساسية شديدة حيال روسيا تعود إلى الحرب العالمية الثانية، حينما كانت الولايات المتحدة تريد استرضاء الجيش الأحمر للمشاركة في الحرب ضد اليابان في المحيط الهادي، ومن ثم قدمت أمريكا طرديات للاتحاد السوفيتي في شرق أوروبا وفي وسط القارة العجوز، وكانت بريطانيا تعارض ذلك.