ميسرة صلاح الدين: سميحة أيوب تمثل أحد رموز جيل عظيم أسس لعظمة ومجد المسرح.

ميسرة صلاح الدين: سميحة أيوب تمثل أحد رموز جيل عظيم أسس لعظمة ومجد المسرح.

كشف الشاعر المترجم والكاتب المسرحي، ميسرة صلاح الدين، عن لقاء جمعه مع سيدة المسرح العربي، الفنانة سميحة أيوب، والتي غادرت دنيانا صباح اليوم عن عمر ناهز الثالثة والتسعين.

سميحة أيوب واحدة من أبناء جيل عظيم أسسوا لعظمة ومجد المسرح المصري

وقال “صلاح الدين” في تصريحات خاصة لـ “الدستور”: ساقتني الصدفة أو الحظ السعيد لمقابلة سميحة أيوب للمرة الأولى وأنا في الصف الأول الجامعي. كنت ملتحقًا بأحد برامج المسابقات الفنية التي تنظمها قناة فضائية خاصة وتقدمت للمسابقة كممثل بعد أن جهزت مونولوج فني بالفصحى وآخر بالعامية المصرية.ركبت القطار في اتجاه القاهرة للمرة الأولى في حياتي وتحركت للمسرح الموعود حيث تجارب الآداء، ووقفت كذلك للمرة الأولى أمام كاميرا سينما حيث كانت القناة توثق أعمال المسابقة تمهيدا لعرضها.كانت هناك قوية كالنخلة، ودقيقة كماكينة الطبع، وحاسمة كالسيف البتار ولكنها تجمع كل ذلك في رقة وتواضع.وأوضح “ميسرة”: كانت ملاحظاتها وتعليقاتها على المتسابقين شديدة الإيضاح في إيجاز شديد، ولم تتعمد طوال فترة التسجيل أن تتحدث عن نفسها أو عن أعمالها أو أن تقول أنها شاهدت من هو أفضل من المتسابق في تأدية دور أو تقديم مونولوج.ظللت طوال اليوم لا أتحرك من الصالة لأشاهد تجارب الأداء وأسمع التعليقات، وتعلمت الكثير دون أن أشعر، وظلت تلك التجربة بداخي كمرجعية في الحكم على الأشياء ولا سيما المسرح.

ميسرة صلاح الدين

ظلت شخصية سميحة أيوب نصب عيني وتابعت الكثير والكثير من تصريحاتها ولقاءاتها الصحفية والفنية، وكانت في كل مرة تعطيني درسًا جديدًا في الصبر والجلد وقوة التحمل وعزيمة الفنان.ولم يكن مستغربا أنني عندما شرعت في تأليف كتاب “الأسطوات” وجمع مادته أن أحرص على أن أوثق أحد مواقفها الهامة التي تبرز صلابة معدنها وأصالة جوهرها الفني النادر، وذلك من خلال موقف تعرضت له أثناء تسجيلها عمل إذاعي بعنوان “عذراء الربيع” من تأليف الشاعر عبد الفتاح مصطفى وإخراج الفنان اللامع محمد محمود شعبان الذي اشتهر باسم بابا شارو.حيث كانت سميحة أيوب في بداية مشوارها تجد مقاومة عنيفة من عائلتها تمنعها من الانخراط في عالم الفن والإبداع، ولهذا قررت أن تقدم أعمالها الأولى باسم مستعار “سميحة سامي” ولكنها سرعان ما تراجعت عن ذلك النهج وقدمت نفسها للعالم بوجه أصيل وشخصية صلبة. 

وانتفضت طالبة المعهد كشجرة فارعة، لا تخجل من هويتها وتدافع عن فنها

واختتم: سميحة أيوب هي واحدة من أبناء جيل عظيم من فناني المسرح أسسوا لعظمة ومجد المسرح المصري وكونوا هويته الحقيقية التي نفاخر بها. سميحة أيوب هي الفنانة التي وقف أمامها المفكر والكاتب العالمي جان بول سارتر منحنيا ليخبرها أنها أفضل من قدم دور إلكترا في مسرحيته الشهيرة “الذباب”، وقد قدمت تلك المسرحية بجميع اللغات وفي جميع مسارح العالم. سميحة أيوب هي سيدة المسرح العربي، والتي لن يجد المسرح له من بعدها سيدة سواها.