جيش تحرير السودان: ميليشيات الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب ضد قافلة مساعدات إنسانية.

أدانت حركة جيش تحرير السودان بشدة الهجوم المسلح من قبل ميليشيا الدعم السريع المتمردة الذي استهدف قافلة إغاثة إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، في منطقة الكومة بولاية شمال دارفور، يوم الثلاثاء. وأسفر الهجوم عن مقتل ستة من سائقي الشاحنات، إلى جانب احتراق عدد من المركبات المحملة بمواد غذائية وأدوية أساسية كانت في طريقها إلى مدينة الفاشر المحاصرة.
جريمة مكتملة الأركان وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني
وفي بيان رسمي صدر عن المتحدث باسم الحركة، الصادق علي النور، وصفت الحركة الحادثة بأنها “جريمة مكتملة الأركان” وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، مؤكدة أن ما حدث يعكس “الاستهتار المتواصل” من قبل المليشيات المسلحة بأرواح المدنيين واحتياجاتهم الإنسانية.وأوضح البيان أن القافلة الأممية تعرضت للاعتراض من قبل ما وصفه بـ”مليشيا دقلو ومرتزقتها”، الذين حاولوا تحويل مسارها قسرًا أو إجبار طاقمها على تفريغ المساعدات في منطقة الكومة، بدلاً من إيصالها إلى مستحقيها في مدينة الفاشر. وأضاف أن سائقي القافلة رفضوا الانصياع لتلك المطالب غير القانونية، ما أدى إلى تنفيذ هجوم مباشر عليهم أودى بحياتهم، ودمّر جزءًا كبيرًا من الشاحنات ومحتوياتها.وطالبت الحركة في بيانها المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، باتخاذ خطوات عاجلة لتوفير الحماية للقوافل الإغاثية والفرق الإنسانية العاملة في مناطق النزاع، ودعت إلى وضع الجهات المتورطة في هذا الهجوم ضمن قوائم التنظيمات الإرهابية، وملاحقة قياداتها قانونيًا أمام المحاكم الدولية المختصة.كما شدّدت الحركة على ضرورة رفع الحصار المفروض على مدينة الفاشر، التي تعاني أوضاعًا إنسانية متدهورة جراء الصراع الدائر، وتعطيل وصول المساعدات إلى المدنيين الذين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.وأكد البيان أن الهجوم يمثل حلقة جديدة في سلسلة من الانتهاكات المتكررة ضد الجهود الإنسانية، مشيرًا إلى أن مثل هذه الجرائم لا ينبغي أن تمر دون محاسبة، حتى لا تتحول المساعدات الإنسانية إلى رهائن بيد الجماعات المسلحة.واختتمت حركة جيش تحرير السودان بيانها بالتأكيد على تضامنها الكامل مع أسر الضحايا، ومع العاملين في المجال الإنساني الذين يواصلون أداء مهامهم في ظروف بالغة الخطورة، مشيرة إلى أن الصمت الدولي إزاء هذه الممارسات من شأنه أن يشجع مزيدًا من الاعتداءات ويفاقم الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور.