سميحة أيوب تكشف عن تفاصيل مواقفها في “رابعة” وتنقذ الديكور.. ما هي الحكاية؟

سميحة أيوب تكشف عن تفاصيل مواقفها في “رابعة” وتنقذ الديكور.. ما هي الحكاية؟

التقي الروائي ناصر عراق، سيدة المسرح العربي، سميحة أيوب، لأول مرة خلال دراسته بكلية الفنون الجميلة، حيث ذكريات عمرها 45 عامًا.
وبحسب ما روي “عراق” عن ذكرياته مع سميحة أيوب: “بدأت الحكاية يوم السبت 13 أكتوبر 1979 وهو أول يوم دراسي لي في كلية الفنون الجميلة بالزمالك، حيث سألت في ذلك اليوم عن فريق المسرح بالكلية وكيفية الانضمام إليه.
وبعد ذلك بأسبوع واحد فقط، أي في مساء السبت 20 أكتوبر 1979 وجدتني أتسلل إلى مقر المسرح القومي العتيد بميدان العتبة لألتحق بنادي المسرح المصري نظير اشتراك قيمته 4 جنيهات سنويًا. 

سميحة أيوب أسست نادي المسرح المصري

ويلفت “عراق” إلى أن هذا النادي أسسته السيدة سميحة أيوب التي كانت تشغل منصب مدير المسرح القومي في ذلك الوقت، حيث وفرت بعض غرف المسرح لعمل النادي، وقد شاركها في تأسيس هذا النادي كوكبة معتبرة من مثقفي مصر ومبدعيها، منهم: الدكتور فوزي فهمي، دكتور سمير سرحان، دكتور أسامة أبوطالب، وصفوت شعلان، ومرسي نويشي والفنان حسن درويش وغيرهم.ويضيف عراق: “المهم تلقينا العديد من المحاضرات النظرية عن المسرح وتاريخه، وكذلك تعرفنا على فنون الأداء المسرحي ومدارسه، من ضمن الذين تلقينا علوم المسرح على أياديهم الأستاذ الفنان عبدالغفار عودة ودكتور نبيل منيب المخرج الكبير، في ذلك الوقت كنت أحرص على الذهاب يوميًا إلى المسرح القومي مبكرًا، لأرى السيدة سميحة أيوب وهي تصعد ركضًا إلى مكتبها وهي تصيح: عبده … القهوة يا عبده، هذا المشهد يتكرر يوميًا، بينما أبتهج وأقول لنفسي: يومًا ما سيهبني القدر نعمة الوقوف أمام السيدة سميحة ممثلا”.
 

ناصر عراق

مسرحية رابعة العدوية

ويتابع “عراق”: في ذلك الوقت – 1980 – بدأ المخرج الكبير الأستاذ شاكر عبداللطيف بروفات مسرحية “رابعة العدوية” التي كتبها بلغة شعرية عذبة الراحل الأستاذ يسري الجندي.لعبت السيدة سميحة أيوب دور “رابعة”، وشاركها البطولة كل من يوسف شعبان ورشوان توفيق وحمزة الشيمي وناهد سمير وإحسان شريف وفريدة مرسي ومحمود الزهيري وناهد سمير ونبيل دسوقي وغيرهم من أساتذة المسرح القومي.هكذا حرصتُ على حضور البروفات يوميًا، فكنت أجلس بمفردي في منتصف الصالة لأتابع توجيهات المخرج وأداء الممثلين والمتابعة الحثيثة من مساعد المخرج شريف عبداللطيف حيث صرنا صديقين ساعتها.أذكر في إحدى البروفات أن قطعة ديكور كانت ستتدلى من السقف عندما تتحدث السيدة سميحة وهي جالسة على الأرض، لم تتدل القطعة للأسف في الموعد المحدد، وانزعج المخرج واحتد بشدة، وعلى الفور نزعت السيدة العظيمة ثياب شخصية “رابعة” ونهضت واقفة واستردت في لحظة منصبها المرموق وصاحت محذرة ومنذرة ومهددة الذين تأخروا في تنفيذ الديكور.وتابع: “إنني فوجئت بامرأة أخرى غير النجمة التي تصول وتجول في البروفة وتهيم حبًا في رشوان توفيق. هنا رأيت أمامي سيدة حازمة تعرف كيف تدير هذا الصرح العتيد بحكمة وذكاء”.
وأذكر أيضًا أن الأستاذ صفوت شعلان مدير نادي المسرح اصطحبني إلى مكتبها لأهديها نسخة من مجلة “أوراق”  التي أصدرت العدد الأول منها مع صديقيّ سعيد شعيب ومحمد القدوسي في 4 يناير 1981.
صافحتني بمودة، فهي تعرف ملامحي من إقامتي الدائمة في المسرح، ثم تصفحت المجلة بهدوء وتمنت لي التوفيق مع وعد بإجراء حوار طويل معها، وهو ما لم يحدث للأسف.واختتم “عراق” مشددا على: “السيدة سميحة أيوب علامة فارقة في تاريخنا المسرحي بشكل خاص، وفن التمثيل بشكل عام”.