على المسرح.. كيف ساهمت سميحة أيوب في حرب أكتوبر

رحلت الفنانة القديرة سميحة أيوب، عن عمر ناهز 93 عامًا، بعدما أثرت المسرح والسينما والتلفزيون بالكثير من الأعمال التي كانت وستظل في وجدان الجمهور المصري.وهناك دور أدته بإخلاص ومحبة وطنية، في حرب أكتوبر المجيدة، بدورها الفني والإداري في قطاع المسرح، كشفه في تصريح خاص للدستور، الدكتور سيد علي إسماعيل، أستاذ الأدب المسرحي بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان.
كيف شاركت سميحة أيوب في الشهور الأولى لـ حرب أكتوبر؟
يقول “أسماعيل”: عندما اندلعت حرب السادس من أكتوبر 1973 لم يشعر بها المسرحيون في أيامها الأولى، ومثال على ذلك أن سميحة أيوب كانت تعرض مسرحية “مقالب عطيات” على المسرح القومي من إخراجها وبطولتها مع عبد المنعم إبراهيم، محيي إسماعيل، ومجموعة من الفنانين، لكن بعد أيام قليلة ظهرت بوادر نصر أكتوبر المجيد، فسارعت “أيوب” بوصفها مدير المسرح الحديث، مع بقية مديري المسارح، بعرض مسرحيات تواكب الحدث من “ريبرتوار” المسرح المصري، فظهرت مرة أخرى مسرحيات: صلاح الدين الأيوبي، هزيمة التتار، شدي حيلك يا بلد، الحب والحرب، الغول، أيوب الجديد، صقور وغربان.
ويتابع: حينها قرر وزير الثقافة يوسف السباعي فتح المسارح مجانًا للجماهير لتتأمل وتستمتع وتشارك الجيش البطل الزاحف إلى النصر، ومن بين الاستعدادات على ذلك إلقاء القصائد الشعرية المناسبة، لتساهم في العرض المسرحي، لذلك قامت سميحة أيوب بالاتصال بالشعراء لإعداد هذه العروض التي تسهم في خدمة المعركة.
زيارة الجرحى وجمع التبرعات.. سميحة أيوب والفنانين في خدمة معركة أكتوبر
ويتابع إسماعيل: عقدت هيئة المسرح وقتها اجتماعًا بمسرح البالون برئاسة مديره السيد بدير لبحث دور المسرحيين في الظروف الراهنة، وتم الاتفاق على تقسيم ممثلي وممثلات المسرح والعاملين بالهيئة إلى خمسة أقسام لخدمة المعركة، وبناء على هذا الاجتماع تكونت مجموعة من ممثلي وممثلات هيئة المسرح مهمتهم جمع التبرعات النقدية والعينية من المتاجر والمؤسسات والشركات، وهذه المجموعة أشرفت عليها سميحة أيوب، وكان من بين مهامها زيارة الجرحى وتقديم الهدايا إليهم.و في نوفمبر 1973 اجتمعت “أيوب” مع لجنة القراءة بهيئة المسرح، وحضر الاجتماع كل من: السيد بدير، رشاد رشدي، أنيس منصور، نبيل الألفي، أنور أحمد، سنية ماهر، أحمد حلمي، محمد محمود شعبان، أحمد عبد الحليم، وعبد الرحيم الزرقاني، وأحمد زكي، وذلك للانتهاء من اعتماد خطة المسرح الجديدة لما بعد السادس من أكتوبر، ومن المسرحيات المقدمة: صقور وغربان، هيلا هيلا يا مصر، أحلام الفتى المسافر، شطارة، حبيبتي شامينا، أولادك يا مصر.فلم تكتف سميحة أيوب بدورها الإداري والتطوعي، بل أسهمت بفنها في المعركة، عندما قررت التمثيل في مسرحية “عفاريت الليل” مع صلاح قابيل، وعبد السلام محمد، من إخراج عبد الرحيم الزرقاني، وموضوعها يدور حول تحرير الأرض.

واختتم “إسماعيل”: قامت سميحة أيوب، ببطولة مسرحية “حبيبتي شامينا” تأليف رشاد رشدي، وإخراج سمير العصفوري، وخصص المسرح حفلة كل أسبوع لأفراد القوات المسلحة وقوات الأمن لحضور عرض المسرحية مجانًا، لافتًا إلى أن سمحية أيوب قامت ببطولة مسرحية “العمر لحظة” مع عزت العلايلي ومحمود عزمي من إخراج أحمد عبد الحليم، ومسرحية “رأس العش” كانت الأخيرة في هذا الإسهام الفني، حيث قامت ببطولتها مع شكري سرحان، ومجموعة كبيرة من الفنانين.