باحث سياسي: الاحتلال يستخدم المساعدات الإنسانية كفخٍّ

أكد الدكتور طلال أبوركبة، الباحث السياسي من القدس المحتلة، أن إسرائيل تسعى لتسويق فكرتها للعالم، وكأن هناك استحالة إنسانية تستوجب البحث عن حلول خارج السياق السياسي التقليدي، خارج حل الدولتين أو اتفاقيات الشرعية الدولية، بحجة أن “المأساة الإنسانية” في غزة لا تحتمل الانتظار، ولا يمكن حلها إلا بخروج الفلسطينيين، أو تغيير الواقع الديموغرافي للقطاع.وأضاف في مداخلة هاتفية لقناة “إكسترا نيوز”، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سبق أن صرّح بأن “سكان غزة في سجن كبير”، وتساءل: لماذا لا نسمح لهم بالخروج؟ وهذا تصريح يعكس نية واضحة لدفع الناس إلى النزوح أو التهجير الجماعي.وحول كون المساعدات فخًا لاستهداف المدنيين، أوضح أن ما يحدث هو استخدام إنساني للقتل، مرددًا: “المساعدات تُستخدم كطُعم، وإسرائيل تقول للعالم إنها “توفر الطعام”، لكنها في الحقيقة تترك الناس يتجمعون ثم تستهدفهم، هذه سياسة إبادة مغطاة بغطاء إنساني زائف”.وأوضح أن الإعلام الإسرائيلي يروّج لفكرة أن “الطفل الفلسطيني اليوم هو إرهابي الغد”، ما يبرر لهم قتل الأطفال باعتباره وقاية للمستقبل الإسرائيلي، لافتًا إلى أنهم لا يستهدفون فقط الحاضر الفلسطيني، بل يسعون لمحو المستقبل الفلسطيني.
وتابع: “إسرائيل تسعى إلى خلق واقع بائس، يؤثر على طريقة تفكير المواطن الفلسطيني، فيجعله يشكك في جدوى البقاء على هذه الأرض، فحتى إذا لم يخرج بقوة السلاح، قد يخرج نتيجة اليأس، نتيجة الجوع، نتيجة الانتهاكات اليومية، التهجير الجماعي لا يصبح فقط حالة فردية بل حالة جمعية، تحوّل فكرة الهروب إلى قناعة داخل المجتمع الفلسطيني بأكمله”.
وواصل: “جوهر المشروع الإسرائيلي الآن هو كسر الفكرة الكيانية الفلسطينية، وإزاحة الصراع من بُعده السياسي، الذي كان يقوم على حل الدولتين ومبادئ الشرعية الدولية، إلى واقع إنساني مشوّه، لا يعترف بأي حقوق سياسية أو وطنية للشعب الفلسطيني”.
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لتحويل الصراع من مسار سياسي إلى أزمة إنسانية معقدة، لتفريغ القضية من بُعدها الوطني، وفرض واقع جديد يتجاوز المرجعيات الدولية، وعلى رأسها قرارات الشرعية الدولية واتفاق مدريد القائم على مبدأ “الأرض مقابل السلام”.