حرفوش: واشنطن مسؤولة عن مآسي الفلسطينيين.. والعالم قادر على الضغط على إسرائيل.

قال الكاتب والباحث السياسي مراد حرفوش، إن الأوضاع الراهنة التي يمر بها الشعب الفلسطيني في ظل الحرب المستمرة توصف بأنها “إبادة جماعية” متواصلة منذ أكثر من عشرين شهرًا. وأكد حرفوش، خلال اتصال عبر “إكسترا نيوز”، أن العالم اليوم يمتلك القدرة على إيقاف هذه المأساة، لكن ذلك يتطلب إرادة سياسية حقيقية، وفرض عقوبات وضغط دولي على الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي، عبر مؤسساته والنظام الدولي، يمتلك أدوات متعددة يمكن من خلالها الضغط على إسرائيل لوقف هذه الحرب.و شدد على أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية، التي تُعد اللاعب الأبرز في هذه المعادلة، فهي الدولة التي تقدم الدعم السياسي والعسكري للإسرائيلي، وتحميها من القرارات الدولية التي تهدف إلى وقف العدوان، عبر استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن.وتحدث حرفوش عن أربعة مشاريع قرارات تم تقديمها في مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار، إلا أن الولايات المتحدة استخدمت الفيتو لمنع تنفيذها، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تحاول عرقلة مؤسسات العدالة الدولية التي تسعى لمحاسبة قيادات الاحتلال، عبر منع إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغيره.وأوضح حرفوش أن الحرب التي يواجهها الفلسطينيون ليست فقط عسكرية، بل تشمل أيضًا سياسة التجويع والحصار، حيث أغلقت إسرائيل جميع المعابر، مما يمنع دخول المساعدات الأساسية إلى قطاع غزة، ما يفاقم معاناة المدنيين، مشيرا إلى أن عدد الشهداء تجاوز 54 ألف فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء والمدنيين العزل.وحول مواقف الولايات المتحدة، تابع أن هناك تباينات في بعض الرؤى والسياسات بين واشنطن وتل أبيب، لكنها تظل الشريك الأساسي والداعم الأكبر للاحتلال الإسرائيلي، كما أن العلاقة الاستراتيجية بين البلدين تمنع الولايات المتحدة من ممارسة أي ضغط حقيقي لإنهاء الحرب.وانتقد حرفوش الآلية الحالية التي وصفها بأنها “ماراثون للقتل”، لأن النظام الإسرائيلي يستخدم المساعدات كأداة لامتصاص غضب المجتمع الدولي، وفي نفس الوقت لتقليل الضغط على الاحتلال، فضلًا عن كونها وسيلة لتهجير الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها، عبر حصرهم في مناطق جغرافية محددة تمهيدًا لاستهدافهم وتهجيرهم القسري.وأكد الكاتب والباحث السياسي مراد حرفوش، أن بعض الدول مثل إسبانيا وتشيلي بدأت بالفعل باتخاذ إجراءات وعقوبات ضد الاحتلال، مثل قطع العلاقات العسكرية وسحب الملحقين العسكريين، واعتبار إسرائيل دولة ارتكبت جرائم ضد الإنسانية.