مصر تدشّن عصر الـ5G: فوائد اقتصادية وتنموية وآفاق جديدة

مصر تدشّن عصر الـ5G: فوائد اقتصادية وتنموية وآفاق جديدة

تنطلق مساء اليوم  خدمات الجيل الخامس 5G في مصر عبر شركات المحمول الأربع خلال احتفالية كبري بمنطقة الاهرامات، في خطوة تاريخية تضع البلاد بين الدول الرائدة في مجال الاتصالات الحديثة.وتشهد مصر والعالم  إطلاق خدمات الجيل الخامس 5G، ويعد الجيل الخامس طفرة تقنية غير مسبوقة في سرعة وجودة الاتصال بشبكات الإنترنت اللاسلكية، ويؤكد خبراء الاتصالات أن سرعات الجيل الخامس تفوق سرعات الجيل الرابع بما يصل إلى عشرة أضعاف، مما يفتح آفاقا جديدة لتحسين جودة الحياة، وتطوير القطاعات الإنتاجية، وتعزيز الاقتصاد الرقمي.وتمثل خدمات الجيل الخامس خطوة استراتيجية تضع مصر على طريق التحول الرقمي الكامل، معززا قدرة الدولة على المنافسة إقليميا وعالميا، ويتوقع الخبراء أن تقوم الشركات بضخ استثمارات كبيرة في البنية التحتية الرقمية لتفعيل خدمات الجيل الخامس والتي تؤدي الي تعزيز الأمن السيبراني، وتبني سياسات تنظيمية داعمة للابتكار.وتعد شبكات الجيل الخامس قفزة نوعية في عالم الاتصالات، حيث لا تقتصر على زيادة سرعة التنزيل والتحميل فقط، بل تشمل تقليل زمن الاستجابة (Latency) بشكل كبير، ما يتيح تنفيذ تطبيقات متقدمة تعتمد على الاتصال الفوري مثل الألعاب الإلكترونية، التحكم الصناعي عن بُعد، والذكاء الاصطناعي.بداية أكد الدكتور حمدي الليثي، خبير الاتصالات، أن الجيل الخامس يوفر سرعات إنترنت تصل إلى عشرة أضعاف سرعات الجيل الرابع، مع زمن استجابة منخفض للغاية، وهذا ما سيمكن المستخدمين من تجربة استخدام إنترنت فائقة السرعة وبدون تقطيع. وأضاف في تصريحات خاصة لـ “الدستور”  أن هذه السرعات العالية ستفتح المجال أمام قطاعات متعددة للاستفادة من قدرات الاتصالات المتطورة، خاصة في الصناعات التي تعتمد على الإنترنت الصناعي للأشياء (IoT) وتحليل البيانات الضخمة.وأشار الليثي إلى أن “الشبكة المتطورة تسمح بجمع بيانات فورية وتحليلها بسرعة، ما يرفع من كفاءة خطوط الإنتاج ويخفض من نسبة الأخطاء والهدر، إضافة إلى تعزيز الأتمتة والرقمنة في المصانع، وهذا سيؤدي إلى تحسين جودة المنتجات وتوفير التكاليف التشغيلية.من جانبه، أشار الدكتور عمرو بدوي، الرئيس الأسبق للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، إلى أن دخول مصر عصر الجيل الخامس يمثل مرحلة استراتيجية لتعزيز البنية التحتية الرقمية التي تُعد ركيزة أساسية لجذب الاستثمارات الأجنبية في القطاع التكنولوجي. وأوضح بدوي في تصريحات خاصة لـ “الدستور”  أن السرعات العالية التي توفرها شبكة 5G تجعل مصر بيئة جاذبة للمستثمرين الباحثين عن أسواق متقدمة تقنيا، كما تفتح آفاقا واسعة للتوظيف في مجالات التركيب والصيانة، وتطوير البرمجيات، وأمن المعلومات.وأكد بدوي أن الجيل الخامس لن يقتصر تأثيره على قطاع الاتصالات فقط، بل سيمتد ليشمل التعليم عن بعد، الرعاية الصحية الذكية، النقل الذكي، والمدن الذكية التي تعتمد على إنترنت الأشياء بشكل كبير.واشار الي ان مصر اصبحت من بين الدول الرائدة التي تواكب العصر الرقمي الجديد، ما يعود بالنفع على المواطنين والاقتصاد الوطني، ويخلق فرصا واعدة لمستقبل أكثر تطورا وازدهارا.ولكن إلى جانب هذه المكاسب الكبيرة، لا تخلو شبكة الجيل الخامس من تحديات أمنية تستدعي اهتمامًا خاصا، حيث أوضح الدكتور عمرو صبحي، خبير أمن المعلومات، أن زيادة عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة وتنوعها يعزز من مخاطر الهجمات السيبرانية التي قد تستهدف البنية التحتية الرقمية. وأكد  صبحي في تصريحات خاصة لـ “الدستور” على ضرورة تعزيز منظومة الأمن السيبراني باستخدام تقنيات التشفير الذكي والذكاء الاصطناعي لرصد التهديدات ومنعها قبل وقوعها.وأشار صبحي إلى أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في تبادل المعلومات الأمنية وبناء استراتيجيات متكاملة لضمان حماية البيانات والمستخدمين مشيرًا إلى أن الأمن السيبراني هو حجر الزاوية لنجاح انتشار خدمات الجيل الخامس، وبناء الثقة بين المستخدمين والمستثمرين.بدوره، أوضح محمد الحارثي، استشاري تكنولوجيا المعلومات، أن شبكات الجيل الخامس تمثل العمود الفقري للبنية التحتية الرقمية المستقبلية التي ستسهم في دفع عجلة التحول الرقمي في مصر. وقال الحارثي في تصريحات خاصة لـ “الدستور” مع انتشار خدمات 5G، ستشهد القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والمالية طفرة في جودة الخدمات، نتيجة لتوفر إنترنت أسرع وتطبيقات ذكية تعتمد على تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي.وأشار الحارثي إلى أن هذه التقنيات تفتح الباب أمام ابتكارات جديدة وريادة أعمال رقمية تخلق فرص عمل متعددة ومتنوعة، مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.