طرق تنظيم المعارض الأثرية المصرية في الخارج.. خبير يشرح

طرق تنظيم المعارض الأثرية المصرية في الخارج.. خبير يشرح

كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن المعارض الأثرية المؤقتة التي تُقام للآثار المصرية خارج البلاد تُعد دعاية طيبة للسياحة المصرية.وأضاف الدكتور ريحان في تصريحات خاصة لـ”الدستور” أن المعارض فرصة للآثاريين للاحتكاك بثقافة الدول ودراسة كيفية الحفاظ على آثارهم وأحدث نظم العرض في متاحفهم؛ إلى جانب إلقاء محاضرات عن الحضارة المصرية، فهي فرصة طيبة للتبادل الثقافي. وقد قدّم دراسة وافية عن متاحف برشلونة أثناء تواجده بمعرض في برشلونة لأيقونة سانت كاترين من مقتنيات دير سانت كاترين.ولفت إلى أنه شارك في أحد المعارض الأثرية في برشلونة، ورأى كيف يحتفي العالم بالآثار المصرية، حيث يُنفّذ لها برنامج دعاية خاص يفوق أي آثار أخرى، إذ تجد لافتات المعرض بمجرد خروجك من المطار، ولوحات إرشادية لمكان المعرض.كما توفر هذه المعارض عائدًا ماديًا لمفتشي الآثار، خاصة في ظل تدني الرواتب، رغم أنهم مؤتمنون على أغلى ما تمتلكه البلاد، ويعملون في ظروف عمل شاقة خلال الحفائر، لذا تمثل هذه المعارض فرصة نادرة بالنسبة لهم، فضلًا عن ذلك، لا توجد نقابة للآثاريين ترعى مصالحهم أو تطالب بحقوقهم، ولا يحصلون على أبسط الخدمات كالرعاية الصحية الخاصة، رغم توفرها للعاملين بالقطاع السياحي في الوزارة ذاتها. لذلك فإن العائد المادي من هذه المعارض يُعد دعمًا مهمًا لهم، كما تتيح فرصًا لمنح دراسية في الخارج للحصول على الدكتوراه.

طريقة عمل المعارض الأثرية خارج البلاد

ونوّه الدكتور ريحان إلى أن المعارض تخرج باتفاقيات دولية ملزمة، وبقيمة تأمينية عالية جدًا على القطع، عن طريق شركات التأمين الوطنية. ويُشترط في القطع أن تكون مُسجلة في عداد الآثار، ويتم دراسة الحالة الفنية للقطع عن طريق الآثاريين وأخصائي الترميم، وتقديم تقرير فني دقيق عن ذلك. ويُراجع هذا التقرير على القطع بمجرد عودتها، للتأكد من سلامتها، وأن حالتها الفنية كما هي في التقرير.ويرافق المعرض آثاريون متواجدون بصفة دائمة، وأخصائي ترميم يتواجد لفترة معينة. ومهمة المفتش المرافق للمعرض متابعة العرض اليومي للقطع، وطريقة عرضها في نوافذ عرض عالمية من حيث شروط درجة الحرارة والرطوبة وغيرها، وكذلك متابعة حركة الزيارة وانطباع الزوار عن الآثار المصرية المعروضة، مما يُساهم في الدعاية للآثار المصرية، وكذلك عمل ملتقيات ثقافية، وتقديم محاضرات عن الحضارة المصرية في مجال تخصصه.

معارض أثرية بالخارج

ولفت الدكتور ريحان إلى نماذج من أحدث معارض الآثار خلال عامي 2024 – 2025، ومنها معرض “إفريقية بيزنطة” بمتحف كليفلاند للفن في أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية يوم 12 أبريل 2024، ومعرض “رمسيس وذهب الفراعنة” في 19 مايو 2024 في سيدني بأستراليا، بعد استقبال نصف مليون زائر، وفي 14 يوليو 2024 افتتاح المعرض في محطته الخامسة بمدينة كولون بألمانيا.ومعرض “قمة الهرم: حضارة مصر القديمة” في شنغهاي بالصين، في 20 يوليو 2024، بمتحف شنغهاي القومي، وهو مستمر حتى أغسطس 2025، وقد استقبل 136 ألف زائر خلال أول أسبوعين من افتتاحه، مما دفع إدارة المتحف إلى تمديد ساعات الزيارة.ونظمت وزارة السياحة والآثار، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، مؤتمرًا صحفيًا بالمتحف المصري بالتحرير للإعلان عن معرض “كنوز الفراعنة”، والمقرر افتتاحه بالعاصمة الإيطالية روما في أكتوبر القادم، وذلك بالتعاون مع كلٍّ من السفارة الإيطالية بالقاهرة وقاعة المعارض الإيطالية “سكوديري ديل كويريناله”.ويضم المعرض 130 قطعة أثرية تم اختيارها من المتحف المصري بالتحرير، ومتحف الفن بالأقصر، فضلًا عن مجموعة من القطع الأثرية التي تم الكشف عنها حديثًا، ليقدم لزائريه تجربة فريدة تنقلهم في رحلة استثنائية إلى قلب الحضارة المصرية القديمة، لتروي تاريخ هذه الحضارة العريقة منذ بدايتها وحتى العصور المتأخرة.