إفلاس حكومة الاحتلال: الحريديم يعتزمون حل الكنيست وتحركات من نتنياهو

كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية، عن أزمة كبرى تعصف بحكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو، أجبرته على إجراء سلسلة اجتماعات سرية وعاجلة لمنع إجراء انتخابات مبكرة.وأضافت القناة العبرية، أن الخلاف العميق بين حكومة الاحتلال والأحزاء الحريدية بشأن قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية للحريديم “اليهود المتطرفين”، تهدد حكومة الاحتلال الآن بالانهيار ما يعني الاتجاه نحو الانتخابات المبكرة.وأشارت، إلى أنه في ظل فشل كافة محاولات نتنياهو للقضاء على هذه الأزمة، سعى نتنياهو من خلال سلسلة اجتماعات عاجلة وسرية لإقناع شركاءه من الأحزاء الدينية المتطرفة بالتراجع عن موقفهم وتهديداتهم بالانسحاب من الحكومة وحل الكنيست.
فشل نتنياهو في حماية حكومته من الانهيار
ولفتت القناة العبرية إلى أنه بعد فشل نتنياهو في إقناع شركاءه بالعدول عن قرارهم، سارع بترتيب عقد اجتماع عاجل مساء اليوم الأربعاء مع رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين، في ظل توقعات بأن تكون الساعات القادمة حاسمة في تاريخ نتنياهو السياسي.ووصف مسؤولو حزب يهودوت هتوراه لقاءهم الصباحي مع إدلشتاين بأنه فشل ذريع، فيما أكدت مصادر مطلعة أن زعيم ديجل هتوراه، النائب موشيه جافني، تلقى تعليمات مباشرة من حاخامه، الحاخام دوف لاندو، بالتحرك لحل الحكومة، مع تأييد واضح لتشريع قانون يقضي بحل الكنيست.
وأشارت القناة العبرية، إلى أنه في محاولة منه لتجنب هذا السيناريو الكارثي، بادر نتنياهو إلى التواصل المباشر مع بعض كبار الحاخامات، على أمل ثنيهم عن دعم خطوات التفكك السياسي، إلا أن جهوده قوبلت بالرفض، حيث رفض الحاخام لاندو – الشخصية الأقوى في التيار الليتواني – حتى إجراء محادثة هاتفية معه، وقال مقربون منه إن الحديث مع نتنياهو لا طائل منه بعد أن تم الحديث بما فيه الكفاية.وأوضحت القناة أن التحدي الأكبر الذي يواجهه نتنياهو هو الطبيعة غير المركزية لاتخاذ القرار داخل الأحزاب الحريدية، حيث لا تصدر القرارات الحاسمة عن الزعماء السياسيين، بل عن كبار الحاخامات الذين يديرون المشهد من وراء الكواليس. فحزب يهودوت هتوراه – الذي يضم سبعة نواب – يتكون من حزبين: أغودات يسرائيل الذي يمثل الحريديم الحسيديم، وديجل هتوراه الذي يمثل الحريديم الليتوانيين. وكل نائب أو وزير في الحزب يخضع لسلطة دينية عليا تختلف باختلاف انتمائه للطائفة أو المدرسة الدينية التي يتبعها.ومع تزايد الأصوات داخل القيادة الدينية الداعية إلى تفكيك الائتلاف، يجد نتنياهو نفسه محاصرًا سياسيًا. فالحاخام يعقوب ألتر، الزعيم الروحي لطائفة غور التي تمثلها أغودات يسرائيل، أعرب عن دعمه لحل الكنيست بشكل صريح، معتبرًا أن هذه الخطوة أكثر فاعلية من مجرد الانسحاب من الائتلاف. وأكدت القناة العبرية، أنه رغم تمسكه بموقفه الرافض للانتخابات، فإن المعطيات الميدانية تشير إلى أن قدرة نتنياهو على منع تفكك حكومته تتضاءل، في ظل تصلب مواقف الحاخامات، وتقديرات تفيد بأن الأيام القادمة قد تحمل قرارات مصيرية من قبل المرجعيات الدينية تقضي بتفكيك الائتلاف أو دعم حل الكنيست، الأمر الذي يجعل من احتمال الذهاب إلى انتخابات جديدة سيناريو واقعيًا يلوح في الأفق القريب.