مع الإمارات دومًا وأبدًا

إلى العاصمة الإماراتية أبوظبى، ذهب الرئيس عبدالفتاح السيسى، صباح أمس الأربعاء، واستقبله الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة. وبعد مراسم الاستقبال، توجه الرئيسان إلى قصر الشاطئ، حيث عقدا اجتماعًا تناول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها بما يحقق مصالحهما وتطلعات شعبيهما، وبشكل خاص فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.انطلاقًا من إيمانه بدور مصر المحورى، ومكانتها فى المنطقة العربية، أرسى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات ورئيسها الأسبق، دعائم العلاقات بين البلدين الشقيقين، التى ازدادت عمقًا ورسوخًا فى عهد ولديه، خليفة ومحمد، وصارت خلال السنوات الإحدى عشرة الماضية، نموذجًا مثاليًا لما ينبغى أن تكون عليه العلاقات العربية، القادرة على مواجهة التحديات، بالعمل المشترك والدعم المتبادل، و… و… وبلقاء أمس، يكون عدد لقاءات الرئيسين المصرى والإماراتى، قد تجاوز الخمسين، منذ وصول الرئيس السيسى للحكم فى يونيو ٢٠١٤، من بينها أكثر من ١٥ لقاءً بعد تولى الشيخ محمد بن زايد رئاسة دولة الإمارات، فى مايو ٢٠٢٢، إضافة إلى العديد من اللقاءات، التى جمعتهما بزعماء آخرين.المهم، هو أن الرئيسين ناقشا، خلال لقاء أمس، تطورات الأوضاع الإقليمية وسبل استعادة الأمن والاستقرار فى المنطقة، وأكدا أهمية الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة. وبعد إشادة الرئيس الإماراتى بالجهود المصرية المتواصلة منذ بدء الأزمة، شدد الزعيمان على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بالكميات اللازمة، دون عراقيل، لإنقاذ أهالى غزة من الأوضاع الإنسانية الصعبة، مشددين على ضرورة مواصلة الجهود لتحقيق حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، باعتباره السبيل الوحيد نحو سلام دائم واستقرار شامل فى منطقة الشرق الأوسط.اللقاء تناول، أيضًا أو طبعًا، تطورات الأوضاع فى لبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن والصومال ومجمل الأوضاع الإقليمية، حيث أكد الزعيمان أهمية حماية أمن وسيادة تلك الدول الشقيقة، بما يحقق مصالح وتطلعات شعوبها نحو الاستقرار والرخاء. ومجددًا، أو كالعادة، أكد الرئيس ثوابت الموقف المصرى تجاه تسوية الأزمات الإقليمية، التى ترتكز، بالأساس، على الحلول السياسية ورفض التدخلات الخارجية والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية. كما أكد، كذلك، أن وحدة الصف والتكاتف واتساق المواقف من أقوى السُبل الفعالة لدرء المخاطر الخارجية عن الوطن العربى ككل.رؤية مصر للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، فى مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، طرحها الرئيس السيسى، منذ أن كان مرشحًا لرئاسة الجمهورية، حين أكد لقناة سكاى نيوز عربية، فى مايو ٢٠١٤، التزامنا بحماية الأمن القومى العربى، وبتعبير «مسافة السكة»، أوضح أن قواتنا المسلحة قادرة على الوصول إلى أى دولة، تتعرض لأى تهديد فى أسرع وقت ممكن، وبالنص قال: «مسافة السكة وحاتلاقونا موجودين.. ما حدّش يتهدد وإحنا موجودين أبدًا». وفى كلمته خلال حفل التنصيب، كرر التعبير نفسه مبتسمًا: «مسافة السكة.. مش كده ولّا إيه؟». وبشكل أكثر وضوحًا، قال إن الجيش المصرى هو جيش كل العرب، منتصف فبراير ٢٠١٦، و… و… ولم تتوقف إشارات الرئيس إلى استعداد مصر وجيشها لصد أى خطر خارجى يمس أمن دول المنطقة العربية، الذى هو جزء لا يتجزأ من أمننا القومى… وأخيرًا، نرى أن لقاءات الرئيسين المصرى والإماراتى، التى تجاوزت الخمسين، تكفى وزيادة لتأكيد أن خصوصية العلاقات بين القاهرة وأبوظبى، بلغت ذروتها خلال السنوات الإحدى عشرة الماضية، والتى عكستها، كذلك، التطورات الكبيرة فى التعاون السياسى والاقتصادى والأمنى والعسكرى، والنمو الملحوظ فى معدل التبادل التجارى، والزيادة الضخمة فى حجم الاستثمارات الإماراتية داخل مصر، و… و… ومرورًا بالإعلان، فى مايو ٢٠٢٢، عن مبادرة «الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة»، التى جمعت الدولتين بالأردن، قبل انضمام البحرين والمغرب، والتى ما زالت أبوابها مفتوحة، لانضمام المزيد من الدول الراغبة فى تطوير قطاعها الصناعى وتحقيق الاكتفاء الذاتى العربى.