وليام ويصا يكشف اعترافات عمر الشريف حول العزلة والاغتراب والفن السابع

في عام 1988، نشر الكاتب والصحفي وليم ويصا مقالا في جريدة الاخبار بعنوان “عمر الشريف، بعنوان ”وحيد.. مفلس..بلا اصدقاء” وجاء فيه: “عندما يعيش الفنان وسط وهج الأضواء وبريق المجد، يصعب عليه في كثير من الأحيان رؤية حقائق الحياة البسيطة، وعندما يبدأ هذا المجد في التراجع ويتحول إلى ذكريات، يواجه الكثير من الفنانين واقعا قاسيا تتشابك فيه الذكريات بالوحدة، والحنين بالصمت، والصراع للحفاظ على ما تبقى من الصحة والكرامة.النجم العالمي عمر الشريف لم يكن استثناء من هذه القاعدة المؤلمة، فعلى الرغم من المجد الكبير الذي حققه في مصر والعالم، إلا أنه اختار في مرحلة ما أن يبتعد عن السينما المصرية، مفضلا الغياب على الحضور وسط ظروف لم يعد يحتملها.
يضيف “ويصا”: يقول الشريف:”لست نادما على شيء.. حين نكون صغارا، نركض خلف الشهرة، ولا نعرف ماذا نضحي به في المقابل. الآن، صرت أعرف جيدا أن الوهج يبهت، وأن ما يبقى حقا هو السلام الداخلي.”سئل عن سر غيابه الطويل عن مصر، فقال بصراحة مؤلمة: “كنت أعيش بين الحقائب والمطارات، وكلما فكرت في العودة، اصطدمت بالواقع: نصوص ضعيفة، ديكورات فقيرة، ومخرجون شباب لا يعترفون بتجربتي، كنت أبحث عن دور يليق باسمي، لكنني لم أجده.”

وتابع: “لم تكن الظروف المادية مريحة أيضا، إذ قال:”أنا لست مبذرا، لكنني لا أجيد الادخار أيضا، وفي لحظة ما، وجدت أن المال يطير كما جاء، فتحت لي أبواب الكازينوهات، لكنني كنت أرى فيها فخا للفنان، فسألت نفسي: لماذا لا تنفق الدولة على فنانيها بدلا من أن تتركهم لمصيرهم؟”وعن علاقته بالسينما العربية، أبدى الشريف أسفه الشديد، قائلا:”كنت أحلم بتقديم أفلام عربية تليق بالمستوى العالمي، لكن العقبات كثيرة، إنتاج ضعيف، رقابة صارمة وسيناريوهات تفتقر إلى العمق.”سئل عن الوحدة فابتسم بحزن: “أعيش وحيدا، نعم، لكن هذه ليست مأساة، الوحدة أحيانا أكثر صدقا من الزحام المزيف.”

أما عن مشاريعه القادمة، فكشف عن مفاجأة عالمية: يضيف “ويصا”: “سأشارك في عمل كبير بعنوان خوفو على الهواء، يبث مباشرة من مصر في 20 أبريل المقبل، على عدة قنوات عالمية، منها التلفزيون الأمريكي سأقدم شخصية الراوي في عرض تلفزيوني يوثق حياة الملك خوفو، وسنصور من داخل الهرم نفسه.”

تحدث أيضا عن معاناته من الصحافة العربية، قائلا:”في كل مرة أعود فيها إلى القاهرة، أفاجأ بشائعات لا تنتهي، أنا مجرد فنان يبحث عن لحظة صدق، لا أسطورة تريد البقاء بأي ثمن.”ويختتم: “هل تشعر بالرضا؟”فأجاب بهدوء:”ربما لا، لكنني أشعر بالسلام وهذا يكفي.”