استكشاف أساطير القراءة القرآنية

خبر سعيد مر مرور الكرام على كثيرين فى ظل دوشة فوز بيراميدز بكأس إفريقيا.. وموعد انتهاء عقد زيزو.. والكنز الذى وجدوه تحت بيت الثقافة فى الأقصر.. خبر سعيد لم أستطع أن أتجاهله.. وكم تمنيت لو أننا انتبهنا إليه بما يليق به..الخبر يقول إن الشركة المتحدة ووزارة الأوقاف تستعدان لإطلاق مشروع برامجى يستهدف اكتشاف أصوات مصرية جديدة تتقن فن التلاوة والتجويد لاستعادة أمجاد المدرسة المصرية التى توارت لفترة منذ السبعينيات.. الهدف اكتشاف أصوات تستعيد عبقرية الطبلاوى وسحر المنشاوى وإبداع محمد رفعت وعبدالباسط عبدالصمد والشيخ مصطفى إسماعيل وغيرهم من الكبار الذين أطربونا بتلاوة وتجويد القرآن الكريم.. المشروع كما فهمت سيتم على مراحل فى كل محافظات مصر.. وسيشارك فى لجان تحكيمه متخصصون فى علوم التجويد والقراءات واللغة.. وأتصور أنهم يستعينون أيضًا بأساتذة المقامات من أهل الموسيقى.. وما أكثرهم!.. الخبر الذى لم يذكر تفاصيل كثيرة أشار إلى أن المسابقة مفتوحة لكل الأعمار.. من كل شبر فى مصر.. وسيحصل الفائز على مبلغ مليون جنيه مصرى.. على ألا يكون المتسابق من الأصوات السابق اعتمادها من لجان الإذاعة والتليفزيون..الأمر من وجهة نظرى ليس مجرد برنامج.. وإن كان هذا فى حد ذاته أمرًا مهمًا وطيبًا فى سوق الإعلام التى عانت كثيرًا من الغث والتافه وبرامج الطبيخ ونصائح النساء التى تسببت فى خراب البيوت.. والمؤكد أنه سيتم تنفيذ المشروع بشكل برامجى حديث.. ونحن ولله الحمد نمتلك كوادر مميزة فى علوم الإخراج والتصوير والإضاءة وغيرها..لماذا كل هذا الفرح؟أولًا: لقد سبقتنا إيران.. وتنزانيا فى تقديم أصوات مبهرة بمثل تلك البرامج وبعض من شاركوا فيها مصريون.. ثانيًا: نحن فى أمسّ الحاجة لأصوات جديدة نكمل ما بدأناه منذ ما يزيد على قرنين من الزمان… واحتفظت الأسطوانات ببعضه ولم نلحق البعض الآخر.. ومن حسن الطالع أن أصبحت لدينا قناة متخصصة فى القرآن الكريم.. جذب شريحة مهمة من الأطفال والشباب إلى ما هو أنفع من برامج المراهنات والمقالب السخيفة وإعادتهم إلى جنة القرآن ولغته… والتأكيد على هوية هذه البلاد التى حاول البعض تغييبها لسنوات..لقد فقد الزى المصرى والطعام المصرى هويتهما أمام ما هو وافد ومشوّه منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى… وازدحمت مساجدنا وقنواتنا وبيوتنا بأصوات ولهجات لا تدل علينا.. وتمر على جماليات القرآن مرورًا سريعًا..جماليات القرآن وعلومه وفقه اللغة وعلومها ليسا أمرًا هينًا.. ومن يتصدى له لا بد أن يمر بمراحل متعددة من الإدراك والمعرفة وهو ما ضاع فى ظل تجرؤ الكثيرين على تقليد مشايخ لا ينتمون لدولة التلاوة المصرية.. منذ سنوات.. قدم المخرج عمر زهران تجربة مهمة عندما راح يفتش عن حفظة القرآن فى ريف مصر… ووجد العشرات منهم… ولأن البرنامج لم يذهب إلى قناة مصرية… لم يأخذ حقه من النجاح الذى يستحق.. وتاه هؤلاء الموهوبون بعد ظهورهم الأول.. وربما الأخير.. هذه المرة الفكرة مصرية.. فى شركة مصرية وبالتعاون مع الأوقاف.. ومن كل حتة فى مصر… كم أتمنى أن تنقل مراحل التسابق الأولى من المحافظات.. وأن تتم فى الدواوير فى بحرى والصعيد.. حتى يلتحم سَمّيعة القرآن بالمتسابقين ليصبحوا جزءًا من لحم ودم المشروع.. أثق فى الزميل أحمد فائق وفى كوادر المتحدة وفى مواهب مصر التى لا تنضب وإن غُيبوا رغمًا عنهم.. منذ سنوات تزيد على العشر كتبت مبشرًا بصوت الشيخ محمود الشحات أنور… وراهنت أنه سيكون إحدى أساطير دولة التلاوة الجدد فى مصر.. وأظن أن هذا ما حدث.. واليوم نحن على موعد جديد لاستقبال أساطير جدد فى هذه الدولة العظيمة فى ظل الجمهورية الجديدة.. هذه لحظات فرح تسبق الحدث المعلن عنه فى أيام مباركة.. وأظن أن فرحًا أكبر سيغمرنا.. عند إطلاق صفارة البداية.. أثق فى ذلك.