معهد التخطيط: توقعات بوجود 71 مليون مسن عربي في 2050.. والشيخوخة العالمية تتطلب استثمارات جديدة

معهد التخطيط: توقعات بوجود 71 مليون مسن عربي في 2050.. والشيخوخة العالمية تتطلب استثمارات جديدة

ناقش معهد التخطيط القومي، سياسات الحماية الإجتماعية لكبار السن وفرص التمكين والاستثمار والحماية في ضوء التطورات الاقتصادية والفرص والتحديات التى فرضتها، بالتكامل مع رؤية مصر 2030، والتى تتضمن أهداف تنموية كبيرة وطموحة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية وتوسيع مظلة الرعاية جنبًا إلي جنب مع المضي في طريق الإصلاح الاقتصادي، خاصة مع الفئات الهشة مثل كبار السن.

أشكال الحماية الاجتماعية 

فمن جهتها، أكدت الدكتورة هويدا عدلي، أستاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط القومي، أن مفهوم الحماية الاجتماعية شهد تحولات جذرية خلال العقدين الماضيين، حيث لم يعد يقتصر على دوره التقليدي في تقديم الإغاثة، بل أصبح أداة لتحقيق تغييرات جوهرية في حياة الأفراد، من خلال الاستثمار في إمكاناتهم وقدراتهم، بما يمكنهم من الخروج من دائرة الفقر ومواجهة الصدمات. وقالت عدلي، خلال عرضها لورقة السياسات الجديدة الصادرة عن المعهد، بعنوان “نحو سياسة حماية اجتماعية متكاملة لكبار السن، إن هناك تحولًا في الرؤية تجاه كبار السن، فلم يعد ينظر إليهم كعبء، بل كرصيد بشري يمكن أن يسهم بفعالية في العملية التنموية، شريطة تبني سياسات حماية اجتماعية شاملة، تستند إلى ثلاث ركائز رئيسية: الرعاية، والتمكين، والاستثمار.وأضافت: “الخطاب الدولي حول الشيخوخة يتبنى هذا النهج، وعلينا في العالم العربي، وفي مصر تحديدًا، أن نستبق التحديات برؤية متكاملة تستلهم مفهوم الشيخوخة الصحية والنشطة، لنقلل من أعباء الرعاية ونزيد من مردود التمكين والاستثمار”.

أنماط التدخلات الحمائية

وأوضحت أن هناك أربعة أنماط من التدخلات الحمائية التي يجب أن تتكامل لضمان فاعلية الحماية الاجتماعية، وهي: التدخلات الحمائية للحد من الحرمان، مثل المساعدات الاجتماعية للفقراء، التدخلات الوقائية للحيلولة دون التدهور في أوضاع الفئات الهشة عبر التأمينات الاجتماعية والرعاية الصحية، والتدخلات التعزيزية لدعم الدخل وبناء القدرات من خلال برامج التنمية المحلية، والتدخلات التحويلية لمواجهة التمييز والاستبعاد الاجتماعي عبر إصلاحات تشريعية ومؤسسية وتنموية.وحول أهمية التركيز على فئة كبار السن، أكدت “عدلي” أن هناك عدة أسباب تدفع للاهتمام المتزايد بهذه الفئة، أبرزها الارتفاع المطرد في عدد المسنين عالميًا وعربيًا. فقد بلغ عدد من تتجاوز أعمارهم 65 عامًا 761 مليون شخص في 2021، ومن المتوقع أن يصل إلى 1.6 مليار بحلول عام 2050. وفي المنطقة العربية، من المتوقع أن يرتفع عدد كبار السن من 21 مليونًا في 2020 إلى 71 مليونًا في 2050، بالإضافة إلي ضعف التغطية بالحماية الاجتماعية في العالم العربيـ فبينما تصل التغطية العالمية إلى 77.5%، لا تتجاوز في المنطقة العربية 27.8% فقط حسب تقارير منظمة العمل الدولية لعام 2023، ما يعكس فجوة خطيرة، وكذلك الهشاشة الصحية والاقتصادية لكبار السن، في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة، وتوقفهم عن العمل، ما يجعلهم أكثر عرضة للفقر.وأضافت أن ضعف الحماية يتفاقم حين تتقاطع فئة كبار السن مع فئات هشة أخرى، كـالنساء، والمعاقين، واللاجئين، ما يتطلب تدخلات شاملة تراعي العدالة الاجتماعية.