في ذكرى رحيله.. أحمد رامي رمز الحب والفضيلة

في ذكرى رحيله.. أحمد رامي رمز الحب والفضيلة

أول ما يجب أن يعترف به الجميع ويجب أن يسجله تاريخ الأدب لـ أحمد رامى (9 أغسطس 1892 – 5 يونيو 1981) كان صاحب المدرسة الحديثة وأمامها، والثائر على الرذيلة. لم يكن مجرد شاعر، بل كان صاحب دعوة، رسولًا للحب والفضيلة، يحمل رسالته في أغانيه العذبة الفيّاضة إلى أرواح الشباب، بهذه الكلمات وصفته المجلة الجديدة، مؤكدة مكانته كشاعر الشباب، وصاحب الأثر البالغ على الفنانة المصرية الأسطورية أم كلثوم، التي غنت نحو 200 أغنية من كلماته، بدأت علاقتهما عام 1924 حين كتب لها قصيدة “إذا سامحت”، التي أصبحت أول تسجيل لها بعد عودته من دراسته في باريس، واستمر تعاونهما حتى رحيلها، واصفةً إياه بأنه “مزيج روحي من المشاعر الملهمة، والثورة المكبوتة، والهدوء، والتفاني”.

درس أحمد رامي في مدرسة المعلمين وتخرج فيها عام 1914، ثم سافر إلى باريس في بعثة لدراسة نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية، حصل على شهادة في علم المكتبات والوثائق من جامعة السوربون، كما درس اللغة الفارسية في معهد اللغات الشرقية بباريس، ما أهله لاحقًا لترجمة «رباعيات عمر الخيام» من الفارسية إلى العربية.

وقد كانت ترجمته للرباعيات متميزة إلى حد أنها لم تنقل المعنى فحسب، بل عكست فلسفة الخيام العميقة وروحه التأملية.

في عام 1925، عين رامي أمينًا في دار الكتب المصرية، حيث طبق الأساليب الحديثة التي تعلمها في فرنسا على تنظيم المكتبة، في العام نفسه، نشر ديوانيه الثاني والثالث.

بعد أن قضى 13 عامًا في دار الكتب، انتقل عام 1938 إلى جنيف، حيث عمل أمينًا لمكتبة عصبة الأمم بعد انضمام مصر رسميًا إلى العصبة. عاد إلى مصر عام 1945، ليشغل منصب مستشار بدار الإذاعة المصرية، ثم عاد إلى دار الكتب نائبًا لرئيس مجلس إدارتها عام 1948، قبل أن يُعيّن مستشارًا أدبيًا للإذاعة المصرية في نوفمبر 1954.

ساهم أحمد رامي كذلك في مجلة الهلال بين عامي 1936 و1954، وكتب للمسرح والسينما، تاركًا أثرًا متجددًا في الثقافة والفن العربي.