كيف قامت سميحة أيوب بإنقاذ المسرح القومي؟

استمرَّ عملها السينمائي والمسرحي والتلفزيوني 77 عامًا قدمت خلالها أعمالًا شكلت علامات فارقة في تاريخ الأداء السينمائي والمسرحي والتلفزيوني؛ حتي توجت بلقبَ بسيِّدة المسرح العربي، عن مسيرتها الفنية؛ ومنذ بداية احترافها التمثيل في فيلم المتشرِّدة سنة 1947، وحتي رحيلها عن عمر 93 عامًا.. إنها الفنانة سميحة أيوب التي عملت مديرة لـ«المسرح الحديث» و«المسرح القومي» وحظيت بتكريم رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي مؤخرًا ورحلت عن عالمنا منذ يومين. استطاعت سميحة أيوب أن تنقذ المسرح القومي من أزمة كادت أن تعصف به؛ وهو ما كشفت عنه في حديث صحفي سابق؛ عندما قالت:” عندما توليت مسئولية المسرح القومي، فقد كان هذا المسرح في حالة موات، وكنت وقتها أدير المسرح الحديث، وقدمت موسمين ناجحين، بل قدمنا عملًا مسرحيًا في 24 ساعة وهو “مدد مدد شدي حيلك يابلد” لدرجة أن وكالات الأنباء قالت أن مصر تغني تحت الرصاص.

كيف انقذت سميحة أيوب المسرح القومي ؟

وتابعت سيدة المسرح العربي، قائلة:”وعندما عرض على تولى مسئولية المسرح القومي رفضت في البداية لكنهم أصروا، وبعد شهر ونصف بالضبط كان المسرح القومي يقدم مسرحيتين.. رفاعة الطهطاوي على خشبة مسرح الحكيم من إخراج عبد الغفار عودة، ومسرحية فيدرا، وبدأ كل الزملاء يتوقعون فشل فيدرا فشلًا ذريعًا لأنها مسرحية ثقيلة، على حد تعبيرهم، قلت لهم هذه هي رسالة المسرح القومي، فنحن عندما ترتفع بمائة شخص في الليلة. أفضل من أن نهبط بألف ونجحت المسرحية، وهنا حدثت الكارثة الكبرى، فقد أتى عبد الله غيث ومحمد وفيق وأخبراني أنهما قد ارتبطا بعقود أعمال أخرى نظرًا لتوقعهما فشل المسرحية وعدم استمرارها، وكانت أول واقعة من نوعها في المسرح المصرى، وعندما رفضت.وتابعت،  ذهب عبد الله غيث إلى الوزير وعرض عليه أن يقوم حمدى غيث بدوره، فقال الوزير إن الكلمة الأولى والأخيرة لمديرة المسرح القومي. وبعد مناقشات كثيرة مع عبد الله وافقت بشرط أن يبدأ حمدى البروفات أولًا، وبالفعل قام حمدى غيث بدور عبد الله، ومحمد العربي بدور محمد وفيق، وهنا بدأت فكرة عمل نظام البديل. ثم فتحت استديوهات الخليج، وبدأ الزمن الصعب بالنسبة لي في المسرح القومي، بدأ الدولار يظهر.. وبدأ الممثلون يهاجرون.. ومع ذلك لم أتوقف كالمسارح الأخرى”.