اقتصادي: النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة دخل مرحلة جديدة

أوضح الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد، أن التراجع في سعر الدولار الأمريكي مؤخرًا لا يمكن تفسيره بشكل منعزل عن السياق الجيوسياسي والاقتصادي العالمي، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، والتي وصفها بأنها انتقلت من حرب تعريفات جمركية إلى ما يشبه “صراع على سلاسل التوريد العالمية”.وأشار، عبر مداخلة لقناة “إكسترا نيوز”، إلى أن أحد أبرز تداعيات هذا الصراع هو حالة “الضبابية” التي تسود الاقتصاد العالمي، والتي أثرت بشكل مباشر على تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتسببت في تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، فضلًا عن تقييد حركة التجارة عبر فرض تعريفات ورسوم جمركية متبادلة.ونوه عنبر، أن الصين بدأت تستخدم ما وصفه بـ”سلاح الخنق الصناعي”، وذلك من خلال فرض قيود على تصدير المواد الحيوية والمعادن النادرة، وهو ما قد تكون له انعكاسات خطيرة وطويلة الأمد على قطاعات صناعية واسعة حول العالم.وأكد أن هذه التحركات قد تؤثر بعمق على سعر صرف الدولار، ليس فقط من خلال آليات السوق التقليدية المتمثلة في العرض والطلب، بل أيضًا نتيجة تآكل مكانة الدولار كعملة مهيمنة في النظام الاقتصادي العالمي.وأردف أن بعض الاقتصاديين يرون أن ما يحدث حاليًا من تراجع في قيمة الدولار هو “تصحيح سعري طبيعي”، إلا أن النظرة الأشمل تكشف أن الخطر الحقيقي يكمن في الاتجاه المتزايد نحو العقوبات الاقتصادية والتدخل في ملفات التصنيع والتجارة، بما ينعكس على كافة دول العالم وليس فقط أطراف الصراع.وحذّر من أن العالم اليوم يعاني من اختلال اقتصادي جوهري، حيث تفوق مستويات الديون العالمية حجم الإنتاج الفعلي بأضعاف، وهو ما وصفه بأنه “ناقوس خطر” ينذر بعواقب اقتصادية وخيمة في حال استمرت حالة اللايقين، مع تضاؤل الثقة في آليات السوق والتكتلات الاقتصادية الكبرى.