عيد الجيل الخامس: احتفالات جديدة

ثلاثون ساعة تقريبًا فصلت بين الاحتفال بإطلاق خدمات الجيل الخامس للتليفون المحمول فى مصر، عند سفح الأهرامات، واحتفال المصريين، فى طول مصر وعرضها، بعيد الأضحى المبارك، وقبل الاحتفالين، كان من المفترض أن نحتفل، فى ٢٧ مايو الماضى، بالذكرى الخامسة عشرة لإنشاء «متحف الاتصالات»، الذى يضم مقتنيات تعود إلى سنة ١٨٨١، التى شهدت تركيب أول خط تليفونى فى الدولة المصرية.إطلاق خدمات الجيل الخامس للتليفون المحمول يأتى فى إطار جهود الدولة لتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتعزيز بنيته الأساسية الرقمية، والجهود التى قام بها «الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات» بالتعاون مع شركات الاتصالات العاملة فى السوق المصرية، والتى جرى تتويجها بتوقيع تراخيص تشغيل خدمات الجيل الخامس، لشبكات التليفون المحمول الأربع فى مصر، وتجديد تراخيص الأجيال السابقة، لمدة ١٥ سنة مقبلة، بقيمة إجمالية بلغت ٦٧٥ مليون دولار. هكذا، تواصل الدولة رحلتها نحو تنفيذ أحد محاور «رؤية مصر ٢٠٣٠»، وهو التحول إلى مركز إقليمى رقمى، إذ تمثل تقنية الجيل الخامس قاعدة أساسية لتطوير العديد من التطبيقات الحالية، لاستحداث تطبيقات جديدة، أو مستقبلية، مثل تقنيات الواقع الافتراضى والمعزز، والمنظومات الذكية للمصانع والنقل والخدمات المصرفية، إضافة إلى دعم استخدامات الذكاء الاصطناعى فى المجالات الصحية والتعليمية، وتمكين حلول الحوسبة السحابية المتقدمة، و… و… وغيرها من التطبيقات أو التقنيات التى تدعم الابتكار الرقمى وريادة الأعمال، وتمهّد الطريق لبناء اقتصاد رقمى تنافسى، وتعزز جودة الحياة الرقمية وترتقى بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. كما تنعكس تقنيات الجيل الخامس، بشكل مباشر، على المستخدم النهائى، المواطن العادى أو المتخصص أو المستثمر، بتوفير سرعات إنترنت فائقة، تُمكّنه من تحميل المحتوى، وتشغيل التطبيقات، بجودة أعلى، ودون انقطاع، وتقليل زمن الاستجابة، بشكل كبير.إلى قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة، التى تتصدر قائمة أولويات «دولة ٣٠ يونيو»، انضم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ليكون المحرك الرابع لقاطرة التنمية الاقتصادية، ويتحول من قطاع خدمى، إلى محرك إنتاجى توظيفى، يسهم فى الناتج القومى الإجمالى بصورة مطردة، ويعزز الصادرات المصرية، ويخلق المزيد من فرص العمل، ويؤسس لبنية تحتية ذكية، قادرة على دعم الصناعات الرقمية والتكنولوجية، والذكاء الاصطناعى، وإنترنت الأشياء، والمدن الذكية، و… و… وكل ما يرتبط بحاضر ومستقبل اقتصاد المعرفة. وتكفى الإشارة، مثلًا، إلى أن هذا القطاع ظل ينمو بمعدل ١٦٪، سنويًا، فى الوقت الذى واجهت فيه الدولة والمنطقة والعالم تحديات اقتصادية وجيوسياسية كبرى. التزام الدولة المصرية بمد مظلة التحول الرقمى إلى جميع مواطنيها وقطاعاتها، دعمته، أو أسهمت فى تحقيقه، مبادرات رئاسية عديدة، أبرزها مبادرة «حياة كريمة»، التى قامت، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وشركات المحمول الأربع، بتطوير البنية التحتية التكنولوجية وتحسين تغطية خدمات التليفون المحمول وجودة الإنترنت، فى أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة قرية، باستثمارات تقترب من تسعة مليارات جنيه. جرى، أيضًا، إطلاق مبادرات عديدة، لبناء القدرات الرقمية، والاستثمار فى الكوادر البشرية، أسهمت فى مضاعفة عدد العاملين فى هذا المجال، ورفعت عدد حسابات المصريين على منصات العمل الحر الدولية من خمسين ألف حساب سنة ٢٠٢٠، إلى أكثر من نصف مليون حساب بنهاية السنة الماضية. و… و… وفى ضوء استراتيجية الدولة، لبناء القدرات الرقمية، وتأهيل الكوادر المتخصصة، تكررت التوجيهات الرئاسية بالتعاون مع الشركات والجهات المتخصصة فى العلوم التكنولوجية المختلفة، محليًا ودوليًا. كما تكررت التوجيهات، كذلك، بالاستمرار فى تنفيذ خطط التحول الرقمى وتطوير البنية التكنولوجية للدولة… وتبقى الإشارة إلى أن الاحتفال بإطلاق خدمات الجيل الخامس للتليفون المحمول فى مصر، الذى أقيم مساء أمس الأول الأربعاء، عند سفح الأهرامات، جرى بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وعدد من الوزراء، ومحافظ الجيزة، والمهندس محمد شمروخ، الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، وغالبية وزراء الاتصالات السابقين، و… و… ورؤساء وممثلى شركات الاتصالات العاملة فى السوق المصرية.