عاجل.. حماية مطلقة.. غضب دولي إثر استخدام الولايات المتحدة الفيتو لوقف الحرب في غزة: بيان للاستمرار في الإبادة.

انتهت الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن لاتخاذ قرار الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، والتى انعقدت الأربعاء، بتصويت ١٤ دولة من أصل ١٥ دولة أعضاء فى مجلس الأمن الدولى لصالح القرار، الذى قوبل مجددًا باستخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو»، ما حال دون تمرير القرار.وأثار الموقف، الذى تكرر على مدار ٢٠ شهرًا من الحرب الإسرائيلية الوحشية عقد فيها مجلس الأمن الدولى ١١ جلسة لمناقشة قرارات لوقف الحرب فى غزة، قوبلت جميعها بـ«فيتو» أمريكى- غضبًا عالميًا واسعًا، خاصة أنه يأتى وسط تصعيد إسرائيل عملياتها العسكرية وعدوانها على قطاع غزة بشكل غير مسبوق، مع منع توزيع المساعدات الإنسانية تمامًا منذ يوم الثلاثاء الماضى.وكانت إسرائيل قد منعت دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كامل منذ مارس الماضى، لكنها بدأت منذ أسبوع تقريبًا فى توزيع المساعدات عبر منظمة «غزة الإنسانية»، التى تمثل مبادرة أمريكية إسرائيلية، رفضت الأمم المتحدة وكل منظمات المجتمع الدولى المشاركة فيها بسبب العنصرية والأهداف الخفية التى تحملها مراكز التوزيع.«أسوشيتد برس»: خيبة أمل دولية من منح إسرائيل حصانة من المساءلة.. وقرار واشنطن قوبل بموجة غضب كبرىحسب وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، فقد استخدمت الولايات المتحدة «الفيتو» لعرقلة المحاولات الدولية لوقف فورى لإطلاق النار فى غزة، بحجة أن المشروع الذى تمت مناقشته لا يربط بين الوقف الفورى للحرب والإفراج عن المحتجزين.وأوضحت أن كل الدول الأعضاء فى المجلس، وعددها ١٤ دولة، صوتت لصالح القرار، ووصفت الوضع الإنسانى فى غزة بـ«الكارثى»، وطالبت إسرائيل برفع كل القيود المفروضة على إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية.وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن واشنطن ركزت فى رفضها على عدم تضمن القرار أى إدانة لحركة حماس أو المطالبة بنزع سلاح الحركة أو انسحابها من قطاع غزة، واعتبرت أن هذا «خللًا جوهريًا فى النص»، متجاهلة تفاقم الأزمة الإنسانية فى غزة ووقف توزيع المساعدات على القطاع.ولفتت إلى أن المندوبة الأمريكية بالإنابة، دوروثى شيا، قالت خلال كلمتها أمام مجلس الأمن قبيل التصويت، إن مشروع القرار من شأنه تقويض أمن إسرائيل، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، و«يضر بالجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار» و«يعكس الحقائق على الأرض»، وفق تعبيرها.وأكدت «أسوشيتد برس» أن الفيتو الأمريكى قوبل بموجة غضب دولية كبرى، انعكست فى كلمات الأعضاء الآخرين فى مجلس الأمن، الذين اتهموا الولايات المتحدة بمنح إسرائيل حصانة من المساءلة عن أفعالها.وأشارت إلى أن السفير الصينى لدى الأمم المتحدة، فو كونج، أكد أن أفعال إسرائيل «تجاوزت كل الخطوط الحمراء» للقانون الإنسانى الدولى، وانتهكت بشكل خطير قرارات الأمم المتحدة، مضيفًا أن هذه الانتهاكات لم تتوقف بسبب «حماية تقدمها دولة واحدة».أما السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، التى تُعد عادة من حلفاء الولايات المتحدة، فقد وجهت انتقادات حادة للحكومة الإسرائيلية، قائلة إن قرارها توسيع العمليات العسكرية فى غزة وتشديد القيود على المساعدات «غير مبرر، ومفرط، ويأتى بنتائج عكسية»، وأكدت أن المملكة المتحدة تعارضه بشدة.بينما وصف السفير الباكستانى، عاصم افتخار أحمد، الفيتو الأمريكى بأنه «تواطؤ»، مشيرًا إلى أنه «ضوء أخضر لمواصلة الإبادة»، مضيفًا أن «العالم كله كان ينتظر تحركًا، لكن المجلس مُنع مجددًا من أداء واجباته بسبب عضو واحد». وأكد باقى الأعضاء أن ما يحدث من الولايات المتحدة هو محاولة لمنح إسرائيل شرعية دولية لجرائمها فى قطاع غزة وتجويع الفلسطينيين عن عمد دون التركيز على الأزمة الإنسانية، والحاجة العاجلة لتسهيل وصول المساعدات وتجاهل القانون الدولى والإنسانى.وأضاف أعضاء مجلس الأمن الدولى أنه لا يوجد أى هدف عسكرى يبرر الجرائم الإنسانية التى تُرتكب فى غزة، معبرين عن خيبة أملهم من الموقف الأمريكى الذى يدعم الجرائم الإسرائيلية.ونوهت «أسوشيتد برس» إلى أن الفيتو الأمريكى جاء بالتزامن مع قرار منظمة «غزة الإنسانية»، التى تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة، بوقف توزيع المساعدات الإنسانية فى مراكز التوزيع، بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلى النار على آلاف الفلسطينيين خلال محاولاتهم الحصول على الطعام.ولفتت إلى أن المجازر الإسرائيلية تسببت فى استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين، ما دفع المنظمات الدولية والأمم المتحدة لتوجيه سيل اتهامات لإسرائيل بأنها تستخدم المساعدات كمصائد لقتل الفلسطينيين.صحف إسرائيلية: العالم أصبح غاضبًا من الجرائم الإسرائيليةأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أنه على الرغم من الفيتو الأمريكى وإبطال مشروع قرار بالوقف الفورى لحرب غزة، فإن تصويت ١٤ دولة ضد إسرائيل يعكس عزلة تل أبيب غير المسبوقة.وقالت إن هذه تعد المرة الأولى التى يصوت فيها كل أعضاء مجلس الأمن، باستثناء الولايات المتحدة، بالموافقة على مشروع قرار بالوقف الفورى لإطلاق النار.فيما أكدت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن ما حدث فى مجلس الأمن يعكس العزلة الدولية المتزايدة لإسرائيل والولايات المتحدة فى المحافل الدولية.وتابعت أن العالم أصبح غاضبًا من الجرائم الإسرائيلية المستمرة فى قطاع غزة، والتى لا تبدو لها نهاية قريبة.وبدورها أكدت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن جلسة مجلس الأمن عكست الغضب الدولى المتزايد من إسرائيل. وأضافت أن الإجماع الدولى الرافض لاستمرار الحرب فى غزة لا يصب فى مصلحة إسرائيل ويزيد من عزلتها الدولية.الرئاسة الفلسطينية: استمرار حرب الإبادة والإرهاب لن يحقق الأمن لأحدقال المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، واستخدام الفيتو الأمريكى فى مجلس الأمن الدولى، لن يحققا الأمن والاستقرار لأحد.وأوضح أن الحرب ذهب ضحيتها حوالى ٥٥ ألف شهيد، وعشرات آلاف الجرحى، مع تصاعد إرهاب المستوطنين فى الضفة الغربية، وآخرها إحراق منازل وممتلكات المواطنين فى بلدة دير دبوان شرق رام الله، إلى جانب استمرار الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس.ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، فقد أضاف «أبوردينة»: «إن السبيل الوحيد لينعم الجميع بالأمن والاستقرار هو وقف المجازر اليومية التى يذهب ضحيتها العشرات من المواطنين الأبرياء، وإدخال المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة لوقف المجاعة التى يشاهدها العالم أجمع فى غزة، وأن يحصل شعبنا الفلسطينى على حقوقه كاملة فى الحرية والاستقلال، وفق ما أقرته الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية». وشدد على أن المطلوب الآن هو إجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلى على وقف حربها الإجرامية واعتداءاتها فى الضفة الغربية، بما فيها القدس، والضغط عليها للامتثال لقرارات الشرعية الدولية، ورغبة المجتمع الدولى بأكمله فى وقف حرب الإبادة، عوضًا عن استخدام الفيتو، الذى تحدى جميع أعضاء مجلس الأمن الذين يمثلون العالم بأسره، الأمر الذى سيشجع الاحتلال على الاستمرار بعدوانه وجرائمه، التى لم يشهد لها التاريخ مثيلًا.فيما أدان رئيس المجلس الوطنى الفلسطينى، روحى فتوح، أمس، استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض «الفيتو» فى مجلس الأمن، لإسقاط مشروع قرار يدعو إلى وقف فورى لإطلاق النار فى غزة، رغم تأييد ١٤ دولة.وقال «فتوح»، فى بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، إن الفيتو يعكس وقوف واشنطن فى مواجهة المجتمع الدولى، وانحيازها الفاضح للاحتلال، رغم المجازر اليومية بحق المدنيين، معتبرًا أن الإدارة الأمريكية اختارت دعم كيان يمارس الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والتهجير القسرى، فى ظل صمت ضميرها أمام قتل وتجويع آلاف الأطفال. وأوضح أن أمريكا، بهذا الموقف، تصبح شريكًا مباشرًا فى الجريمة، ومسئولة سياسيًا وأخلاقيًا عن استمرار الكارثة الإنسانية فى غزة، داعيًا المجتمع الدولى إلى التحرك العاجل لكسر هذا الغطاء السياسى للجريمة، وإنقاذ ما تبقى من القانون الدولى والعدالة الإنسانية.«الجارديان»: الفيتو الأول فى عهد ترامب رغم قيود تل أبيب على المساعداتذكّرت صحيفة «الجارديان» البريطانية قراءها حول العالم بأن تلك هى المرة الخامسة التى تستخدم فيها واشنطن حق الفيتو لإجهاض قرارات أممية تتعلق بغزة، فى إطار دعمها إسرائيل، والأولى فى عهد ترامب، بعد أن استخدمت حق النقض ضد قرار مماثل فى نوفمبر الماضى، فى عهد الإدارة الأمريكية السابقة، بحجة أن مطلب وقف إطلاق النار لا يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالإفراج الفورى وغير المشروط عن جميع المحتجزين لدى حماس.وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من تصويت بريطانيا وروسيا والصين وفرنسا لصالح القرار، استخدمت الولايات المتحدة «الفيتو» ضد القرار الذى وصف الوضع فى غزة بأنه «كارثى»، وطالب «بالرفع الفورى وغير المشروط لجميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوزيعها بشكل آمن ودون عوائق على نطاق واسع، بما فى ذلك من قِبل الأمم المتحدة وشركاء العمل الإنسانى».وأشارت إلى أن المملكة المتحدة أيدت القرار، وفى بيان لها، وصفت سفيرتها، باربرا وودوارد، نظام المساعدات الإسرائيلى الجديد بأنه «لا إنسانى»، وقالت إن إسرائيل «بحاجة إلى إنهاء قيودها على المساعدات الآن».وأضافت: «إن قرارات الحكومة الإسرائيلية بتوسيع عملياتها العسكرية فى غزة، وتقييد المساعدات، غير مبررة وغير متناسبة وتأتى بنتائج عكسية.. والمملكة المتحدة تُعارضها تمامًا».ونقلت عن توم فليتشر، منسق الإغاثة فى الأمم المتحدة، قوله: «يشاهد العالم، يومًا بعد يوم، مشاهد مروعة لفلسطينيين يُطلق عليهم النار أو يُصابون أو يُقتلون فى غزة وهم يحاولون ببساطة تناول الطعام».وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن منظمة «غزة الإنسانية»، التى تحظى بدعم وتمويل سياسيين غامضين، ذكرت أن مراكز توزيعها فى غزة ستظل مغلقة، لافتة إلى مقتل ما لا يقل عن ٢٧ شخصًا، وجُرح المئات الثلاثاء الماضى، بنيران إسرائيلية أثناء انتظارهم الطعام عند نقطة توزيع تابعة لها.«نيويورك تايمز»: واشنطن تضع نفسها فى عزلة عن الإرادة الأمميةأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إلى أن مشروع القانون الذى عُرض على مجلس الأمن الدولى لوقف الحرب فى غزة، الأربعاء، يعد الأول من نوعه فى عهد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، موضحة أن تصويت الولايات المتحدة بمفردها ضد مشروع القرار، الذى أيّده الـ١٤ عضوًا الآخرون، بما فيهم روسيا والصين، عَكَس عزلة واشنطن الدولية بسبب دعمها غير المشروط لإسرائيل، فى وقت انفجر فيه الغضب العالمى، وحتى الأوروبى، ضد إسرائيل. ولفتت الصحيفة إلى أن الدول العشر غير الدائمة فى مجلس الأمن أكدت، فى بيان مشترك ألقاه السفير السلوفينى لدى الأمم المتحدة صامويل زبوجار، قبيل التصويت فى جلسة المجلس، أن نص القرار يعكس الإجماع السائد بين أعضاء مجلس الأمن حول ضرورة الوقف الفورى للحرب فى غزة، والإفراج غير المشروط عن جميع المحتجزين، مع ضمان عدم تجويع المدنيين فى غزة، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق. وأشارت إلى أن الفيتو الأمريكى يتزامن مع المتابعة الدقيقة من الدبلوماسيين فى الأمم المتحدة للصور الآتية فى غزة، والتى أثارت موجة غضب غير مسبوقة فى المنظمة الأممية، فضلًا عن حالة الإحباط المتزايدة فى ظل التدهور الحاد فى الأوضاع الإنسانية إلى درجات وصلت إلى حد المجاعة. واعتبرت أن الموقف الأمريكى فى مجلس الأمن جعل الولايات المتحدة تواجه انتقادات من أعضاء المجلس لعرقلتها اتخاذ قرارات فى حرب دامية أسفرت، وفق السلطات فى غزة، عن استشهاد أكثر من ٥٦ ألف فلسطينى، معظمهم من النساء والأطفال، فيما أفادت منظمة «يونيسف» هذا الأسبوع بأن أكثر من ٥٠ ألف طفل قُتلوا أو أُصيبوا منذ بداية الحرب. وقالت: «عبّر أعضاء مجلس الأمن الدولى، علنًا وسرًا، عن اعتقادهم بأن الولايات المتحدة تقف فى وجه إرادة غالبية الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة».