أهالي غزة يواجهون أول أيام العيد بالجوع والمعاناة: «لا خبز، لا ماء، ولا لحوم»

أهالي غزة يواجهون أول أيام العيد بالجوع والمعاناة: «لا خبز، لا ماء، ولا لحوم»

أوقفت إسرائيل توزيع الطعام والوجبات من مراكز التوزيع الإسرائيلية الأمريكية، لتستمر معاناة الفلسطينيين فى غزة من الإبادة الجماعية بالقصف والتجويع، لتختفى معالم العيد بالكامل عن القطاع المنكوب والمحاصر.وحسب وكالة «بلومبرج» الأمريكية، فقد علّقت آلية توزيع الغذاء المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة فى قطاع غزة عملياتها لليوم الثالث على التوالى، بعد سلسلة من الحوادث الدامية التى وقعت بالقرب من مراكز توزيعها، وأثارت موجة انتقادات دولية متزايدة.وأضافت أن المبادرة التى أطلقتها مؤسسة صندوق غزة الإنسانى، وهى منظمة غير ربحية مقرها سويسرا، كانت قد بدأت نشاطها فى غزة الأسبوع الماضى، وذلك بعد حصار إسرائيلى طويل دام لأشهر أدى إلى تفاقم الوضع الإنسانى فى القطاع. من جانبه، قال توماس فليتشر، منسق الشئون الإنسانية فى الأمم المتحدة، فى بيان شديد اللهجة، إن العالم يشاهد يوميًا مشاهد مرعبة لفلسطينيين يُصابون أو يُقتلون لمجرد محاولتهم الحصول على الغذاء، مضيفًا أن الأمم المتحدة تملك الطواقم والخطط والإمدادات والخبرة اللازمة، وأنه يجب السماح لها بأداء عملها داخل غزة دون عوائق.ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، يوم الإثنين الماضى، إلى إجراء تحقيق مستقل فى التقارير التى تفيد بأن قوات الاحتلال الإسرائيلية استهدفت العشرات من الفلسطينيين بالقرب من محطات توزيع المساعدات فى مدينة رفح. وقال أحمد العطار، وهو أحد المواطنين النازحين من الشمال إلى الجنوب: «لم نر لحومًا منذ شهور، ذبحت آخر خروف لى فى بداية رمضان، وانتهى الأمر، لم يعد هناك شىء متوافر منذ ذلك الحين. حتى الدجاج نادر ويباع بأسعارٍ باهظة».وقال العطار، فى تصريحه الذى نقله المركز الفلسطينى عن وكالة الأنباء التركية: «عيد الأضحى هذا العام، الذى كان يومًا ما يتميز بالتضحية والكرم، أصبح عيدًا للحرمان واليأس، الناس يضحون بكرامتهم وأحلامهم، لا بالأغنام».وقالت أم محمود، وهى أم لأربعة أطفال فى خان يونس، إن عائلتها تأكل العدس منذ أسابيع، حتى بدون زيت. كنا نعد الأيام حتى العيد، الآن ندعو الله أن يرزقنا خبزًا وماءً نظيفًا».ويزيد انهيار إيصال المساعدات الإنسانية من تفاقم الوضع، فقد قصفت دولة الاحتلال الإسرائيلى مراكز توزيع الأونروا، ودمرت مستودعات الأغذية، وأفاد برنامج الغذاء العالمى، ووكالات دولية أخرى، بمواجهة ظروف شبه مستحيلة بسبب انعدام الأمن والوصول الآمن.ووصف الدكتور جرايم جروم، جراح العظام البريطانى، الوضع الحالى بالقطاع بعد علاجه مرضى فى مستشفى ناصر بغزة، بأنه «أبشع كارثة إنسانية فى قرننا الحديث».وقال جروم، بحسب ما نقل عنه مركز فلسطين للإعلام: «الأمر فى غاية البساطة. إنه قتل جماعى وتشويه. إنها أبشع كارثة إنسانية فى قرننا الحديث».كما تحدثت الدكتورة فيكتوريا روز، جراحة التجميل والترميم البريطانية، إلى موقع «ميدل إيست آى» يوم وقفة عرفات، بعد عودتها إلى لندن من مهمة طبية استمرت ثلاثة أسابيع ونصف الأسبوع فى مستشفى ناصر بغزة، قائلة: «إسرائيل تقصف سكان غزة عشوائيًا، بينما تجوعهم بشكل ممنهج».