ترتيب مناسك الحج خطوة بخطوة: دليلك الشامل لأداء الشعائر وفق السنة النبوية

يؤدي المسلمون مناسك الحج خلال شهر ذي الحجة من كل عام، وفق ترتيب شعائري دقيق ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويُعدّ أداء الحج على الوجه الصحيح من أعظم العبادات التي يُتقرب بها إلى الله تعالى، إذ قال تعالى: “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا”.تبدأ شعائر الحج بالإحرام من الميقات، حيث يُحرم الحاج وفق نوع النسك الذي ينوي أداءه (تمتع، إفراد، أو قران)، ويُسنّ له الاغتسال ولبس لباس الإحرام ورفع التلبية قائلًا: “لبيك اللهم حجًا”.بعد دخول مكة، يؤدي الحاج طواف القدوم، ثم سعي الصفا والمروة، ويستعد بعد ذلك للانتقال إلى منى يوم التروية، الثامن من ذي الحجة، حيث يبيت هناك ويصلي الصلوات قصرًا.في التاسع من ذي الحجة، وهو يوم عرفة، يتوجه الحاج إلى صعيد عرفات، ويقف هناك إلى غروب الشمس، في أعظم أركان الحج، حيث تتنزل الرحمات ويُستجاب الدعاء.عند غروب الشمس، يفيض الحاج إلى مزدلفة ويبيت فيها، ويجمع فيها صلاتي المغرب والعشاء، ويلتقط منها حصى الجمرات.وفي صباح يوم النحر، العاشر من ذي الحجة، يرمي الحاج جمرة العقبة الكبرى، ثم يذبح الهدي، ويحلق أو يُقصّر شعره، ليتم التحلل الأصغر، ثم يتوجه إلى مكة ليؤدي طواف الإفاضة، الذي يُعد ركنًا أساسيًا من أركان الحج، يتبعه بالسعي إذا لم يكن قد سعى سابقًا.بعد ذلك، يعود الحاج إلى منى للمبيت خلال أيام التشريق (11 و12 و13 من ذي الحجة)، ويقوم يوميًا برمي الجمرات الثلاث بالترتيب: الصغرى، الوسطى، ثم الكبرى.ويجوز للحاج المتعجل أن يغادر منى بعد اليوم الثاني من أيام التشريق، بينما يبقى غير المتعجل حتى اليوم الثالث.عند الانتهاء من مناسك الحج والاستعداد لمغادرة مكة، يُختتم الحج بأداء طواف الوداع، وهو واجب على كل حاج إلا المرأة الحائض أو النفساء.