المحادثات النووية بين إيران وواشنطن: تزايد الخلافات ومستقبل غير واضح

أكد الدكتور طارق السنوطي، خبير العلاقات الدولية، أن المقترح الأمريكي الأخير بشأن الملف النووي الإيراني يعكس محاولة جديدة لتحريك المياه الراكدة في المفاوضات، مشيرًا إلى أن الجولة السابقة من المحادثات، والتي جرت بوساطة عمانية، حققت تقدمًا ملحوظًا، رغم بقاء بعض النقاط العالقة.وأشار عبر مداخلة لقناة “إكسترا نيوز”، إلى أن الملف النووي الإيراني شديد التعقيد، ويتضمن توازنات إقليمية ودولية دقيقة، موضحًا أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018 خلال ولاية ترامب الأولى، ومنذ ذلك الحين تحاول الأطراف المعنية العودة إلى طاولة التفاوض دون جدوى حاسمة حتى الآن.ونوه إلى أن الجولات الخمس السابقة من المفاوضات بين طهران وواشنطن شهدت أجواء إيجابية بشكل عام، وكانت هناك تصريحات متبادلة عقب كل جولة تشير إلى تحقيق تقدم نسبي، إلا أن الجولة السادسة لم تُحدد بعد، نتيجة لضغوط غير مباشرة تمارسها واشنطن عبر حلفائها الأوروبيين، ولا سيما بريطانيا وفرنسا وألمانيا.وتابع أن هذه الدول تضغط على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المكوّن من 35 دولة، والذي سيجتمع في العشرين من الشهر الجاري، مضيفًا أن التوتر بين الوكالة وطهران تصاعد مؤخرًا بعد أن اتهمت الوكالة إيران بالقيام بأنشطة نووية سرية، وهو ما رفضته الأخيرة بشكل قاطع، معتبرة الاتهامات غير دقيقة.وأردف، أن اللقاء الأخير في القاهرة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الإيراني، وكذلك مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يعكس أهمية الدور المصري كوسيط موثوق به في هذا الملف الشائك.وأكد أن مصر تحظى باحترام إيراني واضح، بدليل الاتصال الهاتفي الأخير بين الرئيس السيسي ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، والذي أعرب خلاله عن تقدير طهران للدور المصري الحيوي في دفع مسار التهدئة، خاصة في ظل تشابك علاقات القاهرة مع كافة أطراف المجتمع الدولي، سواء الولايات المتحدة، أو القوى الإقليمية مثل السعودية ودول الخليج.