الناقدة فاطمة الصعيدي: المؤلف هو إنسان بغض النظر عن كونه رجلاً أو امرأة (حصري)

الناقدة فاطمة الصعيدي: المؤلف هو إنسان بغض النظر عن كونه رجلاً أو امرأة (حصري)

حول الاتهامات التي توجه للمبدعات من الكاتبات، ووصف كتابتهن بأنها كتابة نسوية، تحدثت الكاتبة، الناقدة، د. فاطمة الصعيدي، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة حلوان.

 لكل شخص الحرية الكاملة في التعبير عما يراه مستحقًا لتناوله

واستهلت “الصعيدي” حديثها قائلة: “بداية أنا لا أؤمن بالتصنيف على أساس الجندر، فالكاتب إنسان سواء كان رجلًا أم امرأة، عندما نتصدى لمعالجة موقف ننظر إليه كوننا بشرًا. أحتار كثيرًا عندما أسمع مصطلح ” الأدب النِسْوي، هل المقصود به ما تكتبه النساء، أو أنه الأدب الذي يعالج قضايا تخص المرأة، رغم أنني أرى أنَّ منْ يكتب عن هذه القضايا لابد أن يرى القضية من الجوانب كافة؛ لأنها قضايا لا تخص المرأة وحدها، إنما تخص المجتمع بأثره. رأيي أن هذا المصطلح جاء في سياق التفكيك، نحن نشهد منذ فترة ظاهرة التفكيك، وقد تجلت في تفتيت الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، الدعوة إلى التشرذم ومغازلة الأقليات والسعي إلى زرع الفتن. إن هذه التصنيفات تضرب الاستقرار المتمثل في علاقة الرجل والمرأة، خصوصًا في مجتمعاتنا الشرقية.

لا يجوز التمييز بين الكاتب الرجل والكاتبة الأنثى

وتابعت “الصعيدي” في تصريحات خاصة لـ “الدستور”: إن وضع المرأة في خانة ضيقة ساذجة، هي أنها لا تتناول في كتاباتها سوى ما يخصها روحيًا أو جسديًا أو علاقتها بالآخر الرجل. تصوير المرأة بوصفها كائنًا لا يرى سوى نفسه، لا يعرف سوى قضيته، لا يجيد الحديث عن شيء سوى ما عاشته من أحداث تخصها فقط منبتة عن التاريخ والجغرافيا. هذا أمر ينظر إلى الأمر من باب التمييز، الذي أرفضه تمامًا، إذ أراه حكمًا جائرًا، يدفع الكاتبات للرد، أنهن لا يكتبن عن قضايا تخص المرأة فقط، إنما يكتبن عن الإنسان سواء أكان رجلًا أم امرأة.وأوضحت: “المرأة تعلمت وتخصصت في المعارف كافة، نظرية وعملية، تحمل في وجدانها وعقلها وروحها ركامًا ثقافيًا وحضاريًا مثل الذي يحمله الرجل، لكن لكل شخص الحرية الكاملة في التعبير عما يراه مستحقًا لتناوله. إن التفتيش والتلصص الذي يمارسه بعضهم للبحث عن حضور المرأة في العمل؛ ليقوم بالإسقاط، أن الكاتبة هنا تعبر عن نفسها أو عن إحدى صديقاتها لهو أمر بالغ السذاجة، يشير إلى محدودية تفكير منْ يتبى هذا الرأي.واختتمت: يخوض كلُّ من يكتب تجارب الكتابة كافة، سواء كانت الكتابة الإبداعية أم الكتابة العلمية بيقين ينطلق من معرفة كونوها عبر أزمان من القراءة والتحصيل، لا يجوز من وجهة نظري التمييز بين الكاتب الرجل والكاتبة الأنثى؛ لأن هذا لا يسعى إلا لمزيد من حرائق الكلام التي لا تُسفر سوى عن رماد ودخان. أما ما يبقى فهي كلمة أو سطر أو فكرة أو موقف أو مشهد عانق وجدان المتلقي وعقله؛ ليبقى مجازًا عن أناس كانوا هنا دونوا وكتبوا وأبدعوا بصرف النظر إن كانوا رجالًا أم كن نساءً.