بعد مهمة لم تنجح.. تفاصيل سقوط مركبة هبوط يابانية خاصة على القمر

بعد مهمة لم تنجح.. تفاصيل سقوط مركبة هبوط يابانية خاصة على القمر

تحطمت مركبة هبوط قمرية يابانية تابعة لشركة “آي سبيس” الخاصة، اليوم الجمعة، أثناء محاولتها النزول على  سطح القمر، ما شكل ضربة جديدة للجهود التجارية المتزايدة نحو الفضاء، وسجلت بذلك ثاني محاولة فاشلة للشركة خلال عامين.وبحسب وكالة أسوشيتد برس، فقد أعلنت الشركة التي تتخذ من طوكيو مقرًا لها، فشل المهمة بعد ساعات قليلة من انقطاع الاتصال بالمركبة، رغم أن الهبوط بدا يسيرًا في مراحله الأولى. وأكد مراقبو الرحلة أنهم حاولوا الاتصال مرارًا دون جدوى، ليُعلن في النهاية إنهاء المهمة رسميًا.

ثاني إخفاق لشركة “آي سبيس” وسط منافسة تجارية محتدمة على القمر

تأتي هذه المهمة الفاشلة بعد المحاولة الأولى للشركة في عام 2022، والتي انتهت بهبوط اضطراري للمركبة، وأدت إلى تسمية المركبة الجديدة بـ”ريزيلينس” أي “المرونة”، في إشارة إلى رغبة الشركة في تجاوز الفشل والمضي قدمًا، حسب وكالة أسوشيتد برس.و قدم الرئيس التنفيذي للشركة، تاكيشي هاكامادا، اعتذاره لكل من ساهم في المهمة، وقال في مؤتمر صحفي: “هذه هي المرة الثانية التي لم نتمكن فيها من الهبوط، لذا علينا أن نأخذ الأمر على محمل الجد.”وأضاف أن الشركة لا تزال ملتزمة بخططها لإطلاق المزيد من المهمات، وتخطط لإطلاق مركبة هبوط أكبر بحلول عام 2027 بالشراكة مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا. وأوضح تحقيق أولي أجرته الشركة، أن نظام الليزر المخصص لقياس الارتفاع لم يعمل كما هو مخطط له، مما تسبب في هبوط المركبة بسرعة زائدة، وأدى إلى تحطمها لحظة التلامس مع سطح القمر. وجاء في بيان رسمي للشركة: “بناء على هذه الظروف، يُفترض حاليًا أن مركبة الهبوط هبطت هبوطًا عنيفًا على سطح القمر.”

مهمة علمية وفنية لم تكتمل.. وخسائر تتجاوز التقنية

كانت مركبة “ريزيلينس”، البالغ طولها 7.5 أقدام، تهدف إلى الهبوط في منطقة تُعرف بـ”بحر البرد” أو Mare Frigoris، وهي منطقة مسطحة نسبيًا تقع في الطبقة الشمالية من الجانب القريب للقمر. وكان من المقرر أن تُطلق صورًا بعد الهبوط مباشرة، وتُنزل مركبة جوالة على السطح خلال عطلة نهاية الأسبوع.المركبة الجوالة، المسماة “تيناشيوس” والمصنوعة في أوروبا، كانت تزن 11 رطلًا فقط، ومصنوعة من البلاستيك المقوى بألياف الكربون، ومزودة بكاميرا عالية الدقة ومجرفة مخصصة لجمع عينات من التراب القمري لحساب وكالة ناسا. كما كانت مزودة بلمسة فنية فريدة، تمثلت في كوخ أحمر صغير مصمم على الطراز السويدي، أطلق عليه مبتكره ميكائيل جينبرج اسم “البيت القمري”، وكان من المفترض وضعه على سطح القمر كرمز فني.وكانت المركبة قد أُطلقت في يناير الماضي من فلوريدا على متن صاروخ تابع لشركة سبيس إكس، وشاركت رحلتها مع مركبة “بلو جوست” الخاصة بشركة فايرفلاي إيروسبيس، التي أصبحت أول كيان خاص ينجح في الهبوط على القمر في مارس الماضي. لاحقًا، وصلت مركبة أخرى تابعة لشركة إنتويتيف ماشينز، لكنها ارتطمت بفوهة بالقرب من القطب الجنوبي وتوقفت خلال ساعات.
في المقابل، أخطأت مركبة “أستروبوتيك تكنولوجي” الأمريكية هدفها في وقت سابق من عام 2024، وعادت لتحترق في الغلاف الجوي، بينما تسعى شركتا بلو أوريجين المملوكة لجيف بيزوس، وأستروبوتيك، إلى إعادة المحاولة قبل نهاية هذا العام.تكلفة المهمة الحالية لم تُكشف رسميًا، لكن مسؤولي الشركة أكدوا أنها أقل من تكلفة المهمة السابقة التي تجاوزت 100 مليون دولار. ويؤكد الخبراء أن استكشاف القمر عبر القطاع الخاص لا يزال مليئًا بالعقبات، خاصة في ظل محدودية التمويل وارتفاع التكاليف، في وقت تتسارع فيه المنافسة الدولية للوصول إلى موارد القمر واستغلال موقعه الاستراتيجي.