من الصداقة القوية إلى التوترات والفضائح… التقرير الشامل حول “خلاف” ترامب وماسك

من الصداقة القوية إلى التوترات والفضائح… التقرير الشامل حول “خلاف” ترامب وماسك

اندلع مساء أمس الخميس، مواجهة عنيفة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال أغنى رجل في العالم إيلون ماسك، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وشهدت تبادل لنشر الفضائح والتهديدات، ما يكشف انهيار علاقة الصداقة القوية التي كانت تجمع بين الطرفين منذ يوليو الماضي.وكشفت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، التفاصيل الكاملة لكيفية تحول العلاقة بين ترامب وماسك من صداقة قوية ودعم سياسي غير مسبوق إلى قطيعة وخلافات كبرى.

التفاصيل الكاملة للأزمة بين ترامب وماسك

وأضافت الشبكة الأمريكية، أنه في يوليو 2024، أعلن ماسك دعمه الكامل لترامب بعد محاولة اغتيال فاشلة استهدفته خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، حيث كتب على منصة “X” أنه يؤيد ترامب بالكامل ويتمنى له الشفاء العاجل.وتابعت الشبكة الأمريكية، أنه في الأشهر التي تلت الحادثة توطدت العلاقة بين ماسك وترامب وخصوصًا خلال الفترة من أغسطس حتى أكتوبر 2024، وبعد هذه الفترة أعبر ماسك عن رغبته في الانخراط في العمل الحكومي الأمريكي وإنشاء إدارة تسمى “إدارة كفاءة الحكومة” أو “دودج”.

 وفي مطلع أكتوبر من العام نفسه، ظهر ماسك إلى جانب ترامب خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا، مرتديًا قبعة تحمل شعار “اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا”، وصرّح بأن ترامب هو المرشح الوحيد القادر على الحفاظ على الديمقراطية الأمريكية.وبعد فوز ترامب رسميًا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أعلن عن تعيين ماسك في هيئة “دودج”، التي إنشأها بقرار تنفيذي وكان هدفها هو تقليص الإنفاق الحكومي ومواجهة البيروقراطية، كما حضر ماسك مع عائلة ترامب للاحتفال بفوزه وكان الشخص الوحيد الذي لا ينتمي لعائلة ترامب.وفي إحدى المناسبات بعد الفوز بالانتخابات، حضر ترامب إطلاق صاروخ تابع لشركة سبيس إكس في تكساس إلى جانب ماسك، في مشهد وُصف بأنه تأكيد على عمق العلاقة بين الطرفين، وفي يناير 2025، أشاد ترامب بماسك خلال حفل التنصيب ووصفه بـ”النجم الجديد”، مضيفًا أن نجمًا جديدًا قد وُلد.وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أن انشغال ماسك بعمله الجديدة في الحكومة الأمريكية أثار شكوك المستثمرين في شركتي تيسلا وسبيس إكس وانخفضت أسهم الشركات بقوة بعد نتائج مالية مخيبة للآمال، وفقدت الشركتين 40% من قميتها السوقية مطلع العام الحالي.وأعلن ماسك بالفعل عن انسحابه التدريجي من دودج، قبل أن يهاجم مشروع ترامب للميزانية الجديدة وخصوصًا فيما يتعلق بالضرائب والإنفاق الحكومي، والذي كان يناقش في الكونجرس، واعتبره يعارض جهود إدارته لخفض الإنفاق ووقف الإهدار الحكومي.وفي نهاية مايو، أعلن ماسك رسميًا استقالته من الإدارة، شاكرًا ترامب على منحه فرصة القيادة ونظّم ترامب حفل وداع لماسك، قال خلاله إن ماسك لن يغيب تمامًا، مؤكدًا أنه سيظل يزور البيت الأبيض بين الحين والآخر لأن دودج هي “طفله المدلل”.

وأوضحت الشبكة أن الأمور انقلبت رأسًا على عقب مطلع شهر يونيو الحالي، عندما وصف ماسك مشروع الإنفاق الذي أقرته إدارة ترامب بأنه “فضيحة مقرفة” من شأنها أن تُغرق ميزانية الدولة في عجز ضخم، ونشر على منصة “X” منشورًا لاذعًا قال فيه: “عارٌ على من صوّت لصالحه، أنتم تعرفون أنكم ارتكبتم خطأً فادحًا”.وسرعان ما تحولت الانتقادات إلى صراع إلكتروني صريح، تبادل خلاله الطرفان الإهانات والتصريحات النارية لساعات متواصلة. وهدد ترامب بسحب مليارات الدولارات من العقود الحكومية التي تستفيد منها شركات ماسك، بينما رد الأخير بالتلميح إلى أن ترامب ما كان ليفوز بالانتخابات لولا دعمه، فضلًا عن تورطه في فضيحة جنسية لرجل أعمال أمريكي يدعى جيفري إبسترين متهم بالإتجار في البشر.وقال ماسك: “حان وقت المفاجأة الكبرى.. دونالد ترامب موجود في ملفات إبستين، هذا هو السبب الحقيقي لعدم نشرها.. يومًا سعيدًا دونالد ترامب!”.وفي ختام المشهد، قال ترامب في تصريح مقتضب: كانت علاقتي بإيلون ممتازة، لا أعرف إن كانت ستبقى كذلك بعد الآن.