عزة رياض: الأغاني والمأكولات والألعاب الشعبية ارتباط وثيق للمصريين في العيد

علاقة المصريين بالأعياد هي علاقة خاصة جدا، لا تقتصر على الشعائر الدينية، بل تمتد إلى طقوس اجتماعية وشعبية متوارثة، خاصة في عيد الأضحى. فالعيد، كما يقول الأدباء، ليس مجرد مناسبة، بل طقس من طقوس الحرية والانعتاق من القيود اليومية.وفي شهادتها ترصد الشاعرة والباحثة في التراث عزة رياض، تلك التفاصيل ومايميز طقوس الاحتفال بالأعياد في مصر في السطور التالية:قالت عزة رياض الشاعرة والباحثة في التراث: “تميز الأعياد في مصر بطابع خاص يجمع بين البهجة والعراقة، إذ ارتبطت كل مناسبة دينية أو وطنية بمجموعة من الأغنيات والأطعمة والألعاب الشعبية التي ترمز إلى هذه الاحتفالات وتمنحها نكهة خاصة”.وتابعت رياض: “فعلى سبيل المثال، يرتبط عيد شم النسيم بتناول الفسيخ والبصل والبيض الملون، بينما يتميز عيد الفطر بالكعك والبسكويت، ويقترن عيد الأضحى المبارك بتناول الفتة واللحوم، إضافة إلى طقس الأضحية الذي يُعد من أبرز شعائر هذا العيد”.وأكدت: “لا تخلو الأعياد من الأغنيات الشعبية التي توارثتها الأجيال، مثل أغنية “بُكرة العيد ونعيد وهنذبح الشيخ سيد”، في إشارة رمزية إلى الأضحية. كما نجد أغنيات تُنشد في موسم الحج مثل “رايحة فين يا حاجة يا أم شال قطيفة، رايحة أزور النبي والكعبة الشريفة”، وهي أغنيات تمثل جزءًا من الوجدان الشعبي وتعكس المشاعر الدينية والروحانية المرتبطة بهذه المناسبات”.
واشارت رياض “كما تلعب البيئة دورًا مهمًا في شكل الاحتفال. ففي الأحياء الشعبية والشوارع المفتوحة، يميل الأطفال إلى ممارسة الألعاب النارية مثل “البومب” و”حبش إيطاليا” ومسدسات الصوت والماء، في حين تختلف هذه الألعاب في النوادي والحدائق التي تشهد أنشطة أكثر تنظيمًا كالمراجيح والألعاب المائية. واوضحت رياض “تتباين الألعاب أيضًا حسب الجنس والعمر، ولكنها تتفق في هدفها الأساسي: نشر البهجة وتعزيز روح المشاركة. وتبقى الألعاب الشعبية المرتبطة بالأغاني، مثل “حادي بادي” وغيرها، شاهدة على عبقرية المصري البسيط في خلق جو احتفالي تلقائي، يستمد جذوره من التاريخ الشعبي العريق. وحتمت رياض:إن هذه الموروثات الغنائية والاحتفالية تظل حاضرة في وجدان المصريين كبارًا وصغارًا، تتردد على ألسنتهم في كل عيد، حاملة عبق الذكريات ودفء الأجواء الأسرية، وتؤكد أن الفرح في مصر له طعمه الخاص ولهجته المميزة