التنقل الآمن من الثانوية العامة: كيف يتعامل الطلاب وذووهم؟ (تقرير)

التنقل الآمن من الثانوية العامة: كيف يتعامل الطلاب وذووهم؟ (تقرير)

أسابيع قليلة تفصلنا عن امتحانات الثانوية العامة 2025 حيث تستعد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لانطلاق امتحانات الثانوية العامة في يونيو الجاري. وتقدم “الدستور” روشته آمنه للعبور من امتحانات الثانوية العامة بسلام..

 

موعد انطلاق امتحانات الثانوية العامة 2025

مع اقتراب موعد امتحانات شهادة الثانوية العامة 2025، والتي تنطلق يوم الأحد الموافق 15 يونيو، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن مجموعة من الإجراءات الحاسمة لضمان سير الامتحانات في أجواء آمنة ومنضبطة، وتوفير بيئة مناسبة للطلاب لأداء امتحاناتهم دون قلق أو توتر. 

تشديد الإجراءات التأمينية داخل وخارج اللجان

وحرصا على تحقيق الانضباط الكامل داخل اللجان، أجرت الوزارة تنسيقا كاملا مع وزارة الداخلية لتأمين محيط المدارس واللجان الامتحانية. وتقتضي الإجراءات المقررة منع تواجد أي شخص غير مصرح له بالقرب من لجان الامتحان، كما تقرر إجراء تفتيش باستخدام العصا الإلكترونية لمنع دخول أي أجهزة إلكترونية، خاصة الهواتف المحمولة أو سماعات الغش.كما تم التنبيه على جميع رؤساء اللجان بضرورة التأكد من خلو اللجان من أية وسائل قد تستخدم في الغش الإلكتروني، وتفعيل كاميرات المراقبة، لضبط أي محاولات للإخلال بسير الامتحانات.

جاهزية اللجان ومراعاة الأجواء المناخية

وشددت الوزارة على المديريات التعليمية بتجهيز اللجان من حيث الإضاءة والتهوية والمراوح، خاصة في ظل موجة الحر المتوقع تزامنها مع فترة الامتحانات. كما وجهت بتوفير المياه الباردة بشكل منتظم داخل المدارس، حفاظًا على صحة الطلاب.

دعم نفسي وتربوي للطلاب

أكد الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، على أهمية توفير الدعم النفسي للطلاب خلال فترة الامتحانات، حيث تم التنسيق مع الإخصائيين النفسيين والاجتماعيين داخل المدارس لتقديم الإرشاد النفسي، ومساندة الطلاب الذين يعانون من القلق أو التوتر الزائد، بالإضافة إلى توجيه المعلمين والمراقبين بحسن معاملة الطلاب وتوفير مناخ هادئ داخل اللجنة.

إجراءات الطوارئ والرعاية الصحية

كما تم التنسيق مع وزارة الصحة لتوفير زائرة صحية أو طبيب داخل كل لجنة، تحسبًا لأي حالات إغماء أو ظروف طبية طارئة وستكون سيارات الإسعاف على أهبة الاستعداد بالقرب من اللجان الرئيسية.

توزيع كراسات الأسئلة وفق نظام البابل شيت

سيتم تسليم الطلاب كراسات الأسئلة بنظام البابل شيت، مع التأكيد على تعليمات ملء بيانات الإجابة بدقة، والالتزام بالوقت المخصص لكل مادة.

رسالة طمأنة من الوزارة

في ختام استعداداتها، أكدت الوزارة أنها لن تتهاون مع أي محاولات للغش أو الإخلال بالانضباط، مشددة في الوقت نفسه على حرصها الكامل على راحة وسلامة الطلاب، وتوفير أفضل الظروف الممكنة لأداء الامتحانات بنجاح. 

تعليمات مهمة اثناء الامتحان 

 -عند استلام ورقة الإجابة، يجب تدوين البيانات الشخصية بدقة تامة، بما في ذلك الاسم، ورقم الجلوس، واسم المدرسة، والمديرية، واسم المادة، مع ضرورة تظليل رقم نموذج كراسة الأسئلة بشكل صحيح، لأن أي خطأ في هذه البيانات قد يسبب إرباكًا في عملية التصحيح.
 -عند البدء في الإجابة، من المهم جدًا مطابقة رقم السؤال مع الاختيار الصحيح في كراسة الأسئلة. كما يجب استخدام قلم جاف أزرق فقط في تظليل الدوائر على ورقة البابل شيت، والحرص على اختيار إجابة واحدة فقط لكل سؤال. وإذا أراد الطالب تعديل إجابته، فعليه وضع علامة “X” على الإجابة الأولى ثم تظليل الإجابة الجديدة بوضوح.
 -تنظيم الوقت داخل اللجنة أمر أساسي، ولهذا يُنصح بالبدء بالإجابة عن الأسئلة السهلة أولًا لكسب الثقة وتوفير الوقت للأسئلة الأصعب لاحقًا ومن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها البعض كتابة الإجابات داخل كراسة الأسئلة، بينما الصحيح هو نقل الإجابات بالكامل إلى كراسة الإجابة الرسمية، لأن التصحيح لا يتم إلا من خلالها.-أما بالنسبة لطبيعة الأسئلة، فيُلاحظ أن الأسئلة الاختيارية يتم حلها في ورقة البابل شيت فقط، بينما الإجابة عن الأسئلة المقالية تكون في الورقة المخصصة لها، لذا من الضروري الانتباه إلى ذلك حتى لا تضيع مجهوداتك دون جدوى.
 -وأخيرًا، يجب الامتناع التام عن الغش أو حيازة الهاتف المحمول داخل اللجنة، لأن ذلك يؤدي إلى إلغاء الامتحان فورًا، ويعرض الطالب لعقوبات صارمة قد تؤثر على مستقبله. 

خبير تربوي يقدم روشته آمنه للعبور من الثانوية العامة

مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة، قدم الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، عبر الدستور مجموعة من النصائح النفسية والتربوية للطلاب وأولياء الأمور لمساعدتهم على تجاوز هذه المرحلة بأقل قدر من التوتر والضغوط. أولًا: نصائح للطلاب
1. تنظيم الوقت والنوم: يؤكد الدكتور شوقي على أهمية النوم المبكر، محذرًا من أن السهر يؤثر سلبًا على الذاكرة والتركيز.  
2. الابتعاد عن مصادر التوتر: ينصح بالابتعاد عن الزملاء الذين يبثون طاقات سلبية، والتركيز على الأهداف الشخصية.  
3. التعامل مع القلق بشكل إيجابي: يشير إلى أن الشعور بالقلق أمر طبيعي قبل الامتحانات، ويجب استخدامه كدافع للمذاكرة وليس كمصدر للإحباط.  4. تجنب المشتتات الإلكترونية: يحذر من الإفراط في استخدام الإنترنت والهاتف المحمول، مؤكدًا على ضرورة التركيز خلال فترات الاستذكار.  
5. الاستفادة من الوقت: يشدد على أهمية وضع خطط يومية وأسبوعية للمذاكرة، وتجنب إهدار الوقت في الأنشطة غير المفيدة.   ثانيًا: نصائح لأولياء الأمور
1. توفير بيئة داعمة: يحث على خلق جو أسري هادئ ومشجع، والابتعاد عن تصدير القلق للطالب.  2. تجنب المقارنات: ينبه إلى خطورة مقارنة الطالب بآخرين، مما قد يؤدي إلى انخفاض ثقته بنفسه.  3. الابتعاد عن التهكم واللوم: يؤكد على ضرورة دعم الطالب نفسيًا، وتجنب التهكم أو اللوم، خاصة أمام الآخرين.  4. التركيز على الإيجابيات: يحث على تعزيز ثقة الطالب بنفسه من خلال التركيز على نقاط قوته وإنجازاته.  ثالثًا: التعامل مع جدول الامتحاناتوأشاد الدكتور شوقي بجدول امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، مشيرًا إلى أن وجود مادتين فقط كل أسبوع يتيح للطالب الاستعداد الجيد كما أبدى ملاحظات حول توزيع بعض المواد، مقترحًا إعادة النظر في ترتيبها لتحقيق أفضل استفادة للطلاب.  رابعًا: الاستعداد النفسي للنتائجقدم الدكتور شوقي “روشتة نفسية” لاستقبال نتائج الثانوية العامة، مؤكدًا على أهمية تقبل النتيجة أيًا كانت، والاحتفاء بجهد الطالب، وعدم ربط النجاح بالمجموع فقط، بل بالمهارات والقدرات الشخصية التي تؤهله للنجاح في الحياة العملية.  يؤكد الدكتور تامر شوقي أن النجاح في الثانوية العامة ليس نهاية المطاف، بل هو بداية لمرحلة جديدة تتطلب الاستعداد النفسي والمعرفي، مشددًا على أن الدعم الأسري والتخطيط الجيد هما مفتاحا النجاح والتفوق. 

“أمهات مصر” تطالب بتوفير مراوح ومياه باردة داخل لجان امتحانات الثانوية العامة

مع اقتراب انطلاق امتحانات الثانوية العامة في 15 يونيو الجاري، تزامنًا مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة، أطلقت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم وائتلاف أولياء الأمور، مناشدة عاجلة إلى وزارة التربية والتعليم والمديريات التعليمية، مطالبة بعدد من الإجراءات العاجلة لضمان سلامة الطلاب وتوفير بيئة امتحانية ملائمة.وقالت عبير أحمد في تصريحات صحفية، إن أولياء الأمور يناشدون الوزارة بسرعة تركيب مراوح داخل لجان الامتحانات، سواء كانت مراوح سقف أو حائط، للتخفيف من حرارة الجو الشديدة، خاصة وأن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر سلبًا على تركيز الطلاب أثناء تأدية الامتحانات. وأضافت أن تهيئة الأجواء داخل اللجان من أهم عوامل دعم الطالب نفسيًا ومساعدته على التركيز والإجابة بهدوء.وشددت مؤسس الاتحاد على ضرورة توفير المياه الباردة “الساقعة” داخل اللجان، لتجنب حالات الجفاف والإعياء، في ظل حرارة الطقس، مشيرة إلى أن عددًا من الطلاب قد يتعرضون لحالات إغماء مثلما حدث مؤخرًا مع طالبات كلية علوم الرياضة بجامعة طنطا أثناء امتحان عملي، وهو ما يستدعي استعدادًا مبكرًا من الجهات المسؤولة.كما ناشدت عبير المعلمين المراقبين في لجان الثانوية العامة بأن يتحلوا بالصبر وسعة الصدر في التعامل مع الطلاب، وأن يراعوا الضغط النفسي الذي يتعرض له الأبناء خلال هذه الفترة، مؤكدة على أهمية خلق مناخ داعم وهادئ داخل اللجان، يشجع الطلاب على التركيز وحل الامتحان دون توتر أو قلق.في السياق ذاته، اعتمدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، برئاسة الدكتور محمد عبد اللطيف، جدول امتحانات الدور الأول للثانوية العامة 2025 بنظاميها القديم والجديد، إضافة إلى جداول امتحانات مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا “STEM”، ومدارس المكفوفين.وتبدأ الامتحانات يوم الأحد 15 يونيو 2025، وتستمر حتى الخميس 10 يوليو، وقد راعت الوزارة عند إعداد الجدول توفير فترات زمنية مناسبة بين المواد، تمنح الطلاب فرصة كافية للمراجعة والاستعداد.ويأمل أولياء الأمور أن تستجيب الوزارة سريعًا للمطالب المطروحة، لما لها من أثر مباشر في الحفاظ على سلامة الطلاب ودعمهم نفسيًا، لضمان أداء امتحاني أكثر هدوءًا وكفاءة في ظل الأجواء الحارة. 

استشارية نفسية تحذر: طلاب الثانوية يعانون من “ضغط الأحلام المؤجلة” للأهل.. والدعم النفسي ضرورة لتجاوز الأزمة

في ظل اقتراب امتحانات الثانوية العامة، سلّطت الدكتورة سلمى محمد، اخصائية  الصحة النفسية، الضوء على ما يواجهه طلاب المرحلة الثانوية من ضغوط نفسية وعصبية متراكمة، قد تعيق قدرتهم على التركيز والتحصيل، محذرة من أن هذه المرحلة تمثل “نقطة حرجة” في حياة الطالب، تستدعي دعمًا نفسيًا جادًا، من الأسرة والمدرسة على حد سواء.وقالت د. سلمى في تصريحات خاصة لموقع الدستور  إن طلاب الثانوية لا يواجهون فقط ضغوط الامتحانات، بل يعانون من “تركة نفسية” قد تكون سابقة للمرحلة ذاتها، مثل المشكلات الأسرية أو خلافات داخل المنزل أو حتى صراعات نفسية غير محلولة منذ مراحل عمرية سابقة. وأضافت أن هذه التراكمات تنعكس بشكل مباشر على قدرة الطالب في التعامل مع الضغوط الدراسية.وأشارت إلى أن هناك عبئًا نفسيًا إضافيًا يفرضه بعض أولياء الأمور على أبنائهم، من خلال تحميلهم طموحات شخصية مؤجلة، قائلة: “بعض الأهل يُسقطون أحلامهم على أولادهم بطريقة غير واعية، زي جملة (أنا كان نفسي أطلع دكتور فحاول تطلع دكتور)، وده في الحقيقة بيكون ظلم للولد، خاصة لو الأهل مش معتبرين الفروق الفردية أو الميول الشخصية للابن.”وأكدت الدكتورة سلمى أن الدعم النفسي في هذه المرحلة ليس رفاهية، بل ضرورة قصوى، لما له من دور في تعزيز ثقة الطالب بنفسه، ورفع تقديره لذاته، وهو ما ينعكس إيجابًا على أدائه في الامتحانات، بل وعلى مستوى علاقاته الاجتماعية والعاطفية كذلك.وتابعت: “الدعم النفسي بيساعد الطالب إنه يتقبل نفسه، ويشتغل على عيوب شخصيته، وده بيخليه يقدر ينجز بشكل أحسن لأنه مش تحت ضغط دائم. كمان بيساعده يدرك هو محتاج إيه، وبالتالي بيفكر بشكل مرن وواقعي.”وأوضحت أن التخوف المبالغ فيه من الثانوية العامة وفكرة أن “الفشل فيها نهاية العالم” يقل كثيرًا عندما يكون الطالب مدعومًا نفسيًا، لأنه يصبح أكثر تقبلًا لكل السيناريوهات، حتى لو لم يحقق مجموعًا كبيرًا، مشيرة إلى أن “الطالب اللي عنده دعم نفسي قادر يعيد ترتيب أهدافه من جديد بما يتناسب مع قدراته النفسية والاجتماعية والشخصية.”وفي ختام تصريحاتها، شددت د. سلمى على أن “الثانوية العامة محطة، وليست نهاية الرحلة”، داعية إلى إعادة النظر في الطريقة التي ينظر بها المجتمع والأسر إلى هذه المرحلة.