هل يُسمح بتناول هدي التطوع؟ استشارة من دار الإفتاء

هل يُسمح بتناول هدي التطوع؟ استشارة من دار الإفتاء

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول صاحبه هل يجوز الأكل من الهدي التطوعي غير دم التمتع والقران؟ فقد أدَّى والدي مناسك الحج، وقال له أحد أصدقائه: إنه يستحب له أن يذبح هديًا في رحلته إلى الحج، وأن يأكل منه، وبالفعل ذبحه وأكل منه، فهل ما فعله والدي صحيح؟.
وأجابت الإفتاء على السائل بأنه يجوز للحاج أن يأكل من هدي التطوع مطلقًا، سواء ذبح الهدي في الحرم أم خارج الحرم، ومن ثمَّ فما فعله والدُكَ جائز شرعًا ولا حرج عليه فيه.وأوضحت الإفتاء أن المقصد الشرعي للهدي وبيان معناه ما يلي:
من المقرر شرعًا أن الهدي قد شرع للتقرب إلى الله تعالى، وإظهارًا لمعنى العبودية له، ولتعظيم شعائره، وشكرًا لله تعالى على أن أنعم على الإنسان بأداء فريضة الحج، وللإحسان إلى الفقراء والمساكين؛ قال الله تعالى: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الحج: 36].قال العلامة الواحدي في “الوجيز” (ص: 734، ط. دار القلم): [﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ﴾ الذي يسألك ﴿وَالْمُعْتَرَّ﴾ الذي يتعرَّض لك ولا يسألك ﴿كَذَلِكَ﴾ الذي وصفنا ﴿سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ﴾ [الحج: 36] يعني: البدن ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ لكي تطيعوني] اهـ.والهدي شرعًا لا يختلف معناه عن المعنى اللغوي، فهو: ما يهدى إلى الحرم من الإبل والبقر والغنم تقربًا إلى الله -تعالى- بشرائط. ينظر: الدر المختار” للحصكفي الحنفي (2/ 614، ط. دار الفكر).