ما الذي يكمن خلف إعلان إسرائيل عن اكتشاف جثة محمد السنوار؟

أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت 7 يونيو 2025، بأن قوات الجيش عثرت على جثمان يُعتقد أنه يعود إلى محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، قائد حركة حماس في قطاع غزة، وذلك داخل مجمع أنفاق يقع أسفل المستشفى الأوروبي قرب مدينة خان يونس.ووفقًا للمصادر العسكرية الإسرائيلية، فإن الجثمان عُثر عليه أمس الجمعة خلال عملية ميدانية دقيقة نفذتها القوات الخاصة في منطقة حساسة يشتبه منذ فترة بأنها تستخدم من قبل عناصر حركة حماس لأغراض عسكرية.
الجثمان داخل نفق محصن
وأشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أن الجثمان كان داخل نفق محصن، إلى جانب ما يقرب من عشرة جثث أخرى تعود لمقاتلين تابعين للفصائل المسلحة في القطاع، يُرجح أنهم قُتلوا خلال اشتباكات سابقة أو نتيجة قصف جوي.ويعد محمد السنوار هو شقيق يحيى السنوار، أحد أبرز قيادات الجناح السياسي والعسكري لحركة حماس، ويُعتقد أنه كان يشغل دورًا تنسيقيًا في العمليات اللوجستية داخل جنوب قطاع غزة، لا سيما في منطقة خان يونس.وكانت مصادر إسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق أن محمد السنوار لعب دورًا في تنظيم البنية التحتية للأنفاق وتوفير الدعم اللوجستي للمقاتلين.الجيش الإسرائيلي لم يصدر بعد تأكيدًا رسميًا بنسبة 100% حول هوية الجثمان، إذ ما تزال الإجراءات المخبرية جارية للتحقق من ذلك باستخدام تقنيات الحمض النووي، إلا أن مصادر في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قالت إن “المؤشرات الأولية قوية وتشير إلى أن الجثمان هو بالفعل لمحمد السنوار”، الأمر الذي سيُعد ضربة معنوية لحركة حماس، في حال تم تأكيده.العملية التي أدت إلى اكتشاف الجثمان أثارت جدلًا واسعًا بسبب وقوعها أسفل منشأة طبية، وهو ما أعاد إلى الواجهة الاتهامات الإسرائيلية لحماس باستخدام المستشفيات والمرافق المدنية كغطاء للأنشطة العسكرية. من جانبها، لم تصدر حماس أي تعليق رسمي حول ما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي، فيما التزمت وزارة الصحة التابعة للحركة الصمت إزاء المزاعم المتعلقة باستخدام المستشفى الأوروبي كموقع للأنفاق أو كمخبأ للعناصر المسلحة.ويُشار إلى أن خان يونس كانت في الأشهر الماضية أحد أبرز مراكز المواجهة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل المسلحة، وشهدت معارك عنيفة ضمن الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل منذ عملية 7 أكتوبر 2023، والتي أعقبت الهجوم الكبير الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل 1200 شخص واختطاف المئات، بحسب الرواية الإسرائيلية.ويأتي هذا التطور في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية جنوب القطاع، وسط تصاعد الضغوط الدولية لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين من كلا الطرفين، وهو ما يبدو حتى الآن بعيد المنال مع تعقّد المشهدين الميداني والسياسي على حد سواء.